أرجع الدكتور هيثم حسين عبدالله، الباحث المساعد بقسم هندسة الموجات الميكروئية ورئيس معمل تطبيقات النانوتكنولوجى بمعهد بحوث الإلكترونيات، الحوادث الأخيرة التى شهدتها السكك الحديدة إلى تقادم وتهالك البنية التحتية لسكك حديد مصر. وقال بدراسة إحصائيات حوادث القطارات تجد أنه لا يكاد يمر عام إلا وحادثة أو أكثر تفتك بأحلام الأبرياء وتشرد مئات الأسر، بالدراسة الدقيقة لأسباب هذه الحوادث تجد أن جزءًا منها يقع بسبب العامل البشرى والجانب الأكبر منها نتيجة ضعف البنية التحتية لهيئة السكك الحديدية. وعدد الجرارات التى فى الخدمة الآن يفوق ٨٠٠ جرار. وتكلفة استبدال الجرار الواحد الآن تصل إلى ٤ ملايين يورو فى المتوسط. أى أن التكلفة الكلية لاستبدال جرارات الهيئة تفوق الـ ٩٠ مليار جنيه مصري. وأعلن «عبدالله»، أن فريق العمل الذى يقوده حصل على فرصة تمويل بحثية من الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لإجراء دراسة مستفيضة لتأمين القطارات ومنع الحوادث المتكررة فى هيئة السكك الحديدية، موضحا أن الدراسة تتضمن عمل فحص كامل لجرارات الهيئة، ومن ثم تحديد الجرارات التى يجب إخراجها بالكامل من الخدمة، إذ لا يجدى عمل الصيانات لها لتهالكها وهى ما لا يزيد عن ١٠٪ من الجرارات التى بالخدمة، وعمل الصيانات الميكانيكية لباقى الجرارات وهو ما يعد فى متناول مراكز الصيانة بالهيئة، إضافةً لإمكانية تصنيع قطع الغيار فى المصانع الحربية بكفاءة عالية وتكلفة مقبولة نسبيًا.وأضاف، أن الفريق البحثى بمعهد بحوث الإلكترونيات يبحث تطوير وبناء نظام التحكم فى القطارات كاملًا والمسمى بنظام الـ ATC، ليقوم النظام المقترح بالتحكم الذاتى فى سرعة القطار إذا ما تجاوز السرعات المقررة، ويعمل النظام على إقامة جسور اتصال بين القطارات وبعضها البعض وتشمل على تبادل البيانات بين القطارات مثل السرعة والمسار المحدد لها وهل يسير القطاران فى نفس الاتجاه أم اتجاه معاكس ويحدد المسافة البينية بين القطارات. ويعمل هذا الجهاز على تحديد العوائق الطارئة على مسار القطار وبالتالى يستطيع نظام التحكم فى تحديد سرعة القطار أو إيقافه تمامًا على مسافة آمنة وزمن مناسب حتى لا يصطدم القطار بأى عائق طاريء على مسار القطار، وقال إن فريق العمل يضم علماء مصريين بالخارج مثل الدكتور محمد باشا بجامعة «وترلو» بكندا، والدكتور محمد كمال بشركة «أى اتش بى» بألمانيا، مشيرًا لحاجة الفريق إلى الدعم اللوجستى والدعم المادى حتى يتم الانتهاء من المنظومة المقترحة خلال الأشهر القليلة المقبلة.
مشاركة :