إعلان صفقة القرن كارثة على الفلسطينيين

  • 4/13/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة- الراية: أشارت مجلة فورن بوليسي الأمريكية أن إعلان الرئيس دونالد ترامب، لصفقة القرن لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، سيكون كارثة في الوقت الحاضر، بدعوى أنه تمت صياغتها بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وأكدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أنه لا يجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح بطرح خطة صهره جاريد كوشنر للسلام. ولفتت المجلة في تقرير نشرته، إلى أن خطة السلام مرتبطة بشكل وثيق برئيس الوزراء الإسرائيلي ، وأن ترامب لم يكن ليعلنها لو خسر نتنياهو الانتخابات، إذ أن الخطة تشمل ضم أجزاء من الضفة الغربية. ورأى التقرير أن المشكلة التي تواجه صفقة القرن ليست ببساطة إنها محتومة بالفشل نتيجة الهوة الكبيرة التي تفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفشل ترامب بأن يكون صديقًا لإسرائيل، ووسيطًا نزيهًا في عملية السلام في الوقت نفسه. وأشار التقرير إلى أن المشكلة الأخرى هي أن الصفقة قد تؤدي إلى تقويض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، إذا ما شملت ضم جزء من الضفة الغربية، وأن ذلك سيؤدي بدوره إلى تزايد نفوذ المملكة العربية السعودية على البيت الأبيض، وإلحاق الضرر بالحملة التي تقودها واشنطن للضغط على إيران لتغيير سياساتها العدائية. وتوقع التقرير في حال قيام إسرائيل بضم مناطق في الضفة الغربية، أن يثير ردود فعل قوية في العالم العربي، وأوروبا على أساس أن تل أبيب انتهكت التزاماتها القانونية في إطار الاتفاقات مع الفلسطينيين، وقوانين الأمم المتحدة، مبينًا أن ردود الفعل قد تصل إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل. وكانت صحيفة إسرائيلية قد نشرت لأول مرة خطوط الخطة بالنسبة للقدس، مبينة أن خطة ترامب تقسم القدس وتغير حدودها، وهي تخرج من النطاقات البلدية للمدنية، التي أحل عليها القانون الإسرائيلي في عام 1967، المجالات الشمالية لكفر عقب ومخيم شعفاط للاجئين خلف الجدار، وتنقلها إلى تخوم الدولة الفلسطينية. ووفق الصحيفة، فإن الخطة تنص على أن الدولة الفلسطينية ستقع على نحو 85% من أراضي الضفة الغربية، كما أن أحياء عربية في جنوب القدس، مثل جبل المكبر وعرب السواحرة وأم ليسون وأم طوبا، وربما صور باهر، ستنتقل وفقا للخطة إلى السيادة الفلسطينية. كما أن الخطة تبقي في أيدي إسرائيل على الأقل في مرحلتها الأولى، صلاحيات أمنية واسعة في المناطق التي تخرج من القدس، منوهة إلى أن الأمريكيين يميزون بشكل مبدئي بين تخوم “القدس الأردنية سابقا في حدودها قبل 67، التي تضمنت نطاق البلدة القديمة والأحياء المحاذية لها، وبين الـ64 كيلومترا مربعا الأخرى، التي ضمتها إسرائيل إلى القدس بعد حرب الأيام الستة، وفيها 28 قرية لم تشكل في الأصل جزءا من القدس”. كما أن مخطط ترامب يهدف إلى إبقاء السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من القدس، وتشمل البلدة القديمة والحوض المقدس، وكذلك جزءا من سلوان، ومنطقة جبل الزيتون ووادي الجوز والشيخ جراح وجبل المشارف. ورأت الصحيفة أن خطة ترامب أكثر سخاء تجاه إسرائيل من مخطط الرئيس الأسبق بيل كلينتون. وأوضحت أن خطة ترامب تتحدث عن إشراك الفلسطينيين بإدارة البلدة القديمة بالقدس ومنطقة المسجد الأقصى، مستدركة بقولها: الاصطلاح الذي استخدم في هذا السياق هو (سيادة وظيفية)، مع إبقاء السيادة العليا لإسرائيل. وتوقعت الصحيفة أن مسألة إشراك الفلسطينيين في إدارة البلدة القديمة، ربما ستثير خلافا شديدا، لأنه برأي مسؤولين إسرائيليين كبار، تعد هذه وصفة لـ”الفوضى وتشويش الخطوط والصلاحيات، ومن شأنها أن تزيد التوتر، بدلا من أن تبدده”. ولفتت إلى أن مسألة ثقيلة أخرى بحثت بين الأمريكيين وإسرائيل والمحافل العربية والفلسطينية، التي عرضت عليها أجزاء من مخطط ترامب، وهي طبيعة الحدود والفصل بين القدس الإسرائيلية والقدس الفلسطينية بعد ترسيم الحدود الجديدة. وأشارت إلى أن التطلع الأولي لكل الأطراف في المحادثات، هو إبقاء القدس مدينة مفتوحة وبلا حدود، والعبور بين أجزائها يبقى حرا ومفتوحا سواء للإسرائيليين أو الفلسطينيين، حتى بعد أن يعاد تصميم حدود المدينة وتقسيم السيادة فيها. وتابعت: أنه في إطار المحادثات مع الأمريكيين عرض الطرف الإسرائيلي تحفظاته والصعوبة في تمرير خطة تقسيم من هذا النوع في الرأي العام. وبينت الصحيفة أن العنصر الثالث المركزي في بنود القدس بخطة ترامب، أن الحائط الغربي للأقصى يبقى حصريا بيد إسرائيل بما في ذلك المسار التحت أرضي له، مشددة على أن الفلسطينيين يعارضون ذلك. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الأمريكيين فحصوا إمكانية إشراك هيئات عربية ودينية بإدارة المسجد الأقصى إلى جانب الأردنيين، موضحة أن المرشحين الأساسيين للانخراط في هذه الإدارة هم السعودية والمغرب والفلسطينيون. وختمت الصحيفة بقولها إن موقف الفلسطينيين من مخطط ترامب، وبخاصة من بنود القدس، هو الرفض المطلق.

مشاركة :