طالبت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، بتوفير محاكمة عادلة لجوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» المحتجز في قبضة الشرطة البريطانية حالياً، وتطالب الولايات المتحدة بتسلمه، في وقت دعت فيه والدته بريطانيا إلى الرفق به نظراً لحالته الصحية، وأكدت فيه محاميته أنه سيطعن على إجراء تسليمه إلى واشنطن، معتبرة أن توقيفه «يشكل سابقة خطرة للمنظمات الإعلامية والصحفيين» في العالم.واعتقلت الشرطة البريطانية أسانج أمس الأول الخميس، في لندن بعدما سحبت الإكوادور اللجوء الدبلوماسي الذي كانت منحته له بعد سبعة أعوام قضاها متحصناً في سفارتها، إثر صدور مذكرة سويدية باعتقاله في قضية اعتداء، يُخشى معها تسليمه إلى الولايات المتحدة الذي تعتبره تهديداً لأمنها القومي، بعد نشر موقعه مئات الآلاف من الوثائق السرية الأمريكية.وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إفادة صحفية بجنيف: «نتوقع من السلطات المعنية أن تكفل للسيد أسانج الحق في محاكمة عادلة، بما في ذلك أي إجراءات للترحيل قد يجري اتخاذها».وقالت محاميته جنيفر روبنسون، إن موكلها «سيطعن ويقاوم» طلب الولايات المتحدة بتسليمه، معتبرة أن توقيفه «يشكل سابقة خطرة للمنظمات الإعلامية والصحفيين» في العالم.وفي مدريد، اعتبر المحامي الإسباني لأسانج بالتازار غارزون، أن موكله ضحية «اضطهاد سياسي» من الولايات المتحدة. ويُتهم أسانج في الولايات المتحدة بالتآمر بهدف ارتكاب «قرصنة معلوماتية»، وهي جريمة يصل حكمها إلى 5 سنوات، بحسب ما كشفت الخميس، وزارة العدل الأمريكية، وتتهمه واشنطن أيضاً بمساعدة الخبيرة السابقة في الاستخبارات تشلسي مانينج في الحصول على كلمة مرور لآلاف الوثائق السرية.من جانبها، ناشدت كرستين أسانج، والده مؤسس «ويكيليكس» على حسابها في تويتر، بريطانيا بأن تتحلى ب«الصبر والرفق والطيبة» معه، مذكرة بأنه اعتقل من دون تهمة لمدة ثماني سنوات، وحرم من الهواء النقي وضوء الشمس، وممارسة التمارين الرياضية لمدة ستة أعوام، وأمضى ثلاثة أعوام مريضاً متألماً، وحرم من الرعاية الطبية الملائمة. كما دعمت عريضة عبر الإنترنت لإطلاق سراح ابنها.وكان أسانج لجأ في العام 2012 إلى سفارة الإكوادور في لندن لتفادي ترحيله إلى السويد، حيث كان يواجه تهمة اغتصاب في ملف أغلق في العام 2017. وأخرج من السفارة بالقوة أمس الأول، برفقة رجال شرطة، نقلوه إلى سيارة مصفحة، وبدا وقد غطى الشيب لحيته، وبدا عليه التقدم في السن. وأمكن سماع أسانج في الفيديو لدى نقله من السفارة إلى سيارة الشرطة، وهو يردد عبارة: «على المملكة المتحدة أن تقاوم». (وكالات)