تظاهرت حشود كبيرة في العاصمة الجزائرية في الجمعة الثامنة من الاحتجاجات والأولى منذ تولي الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح مهامه وإعلانه تنظيم انتخابات رئاسية في الرابع من يوليو لانتخاب خليفة لعبدالعزيز بوتفليقة، الأمر الذي عبر المحتجون عن رفضهم له، جاء ذلك في وقت أعلن الأمن الجزائري، امس، توقيف مجموعة إرهابية مسلحة كانت «تخطط لاستهداف المواطنين الجزائريين، وتحاول استغلال التظاهرات لعملياتها، وتخطط لأعمال إجرامية بالتظاهرات». وأشار الأمن إلى أن «الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها تضم أجانب»، ولديها «مخططات إرهابية تهدف لإذكاء التوترات». وشدد الأمن على أن «التظاهرات لا يمكن أن تتم على حساب حرية الحركة وسلامة المواطنين». وجاء في بيان أنه «قامت مصالح الأمن إلى جانب أفراد الجيش بتوقيف مجموعة إرهابية مدججة بالأسلحة والذخيرة، والتي كانت تخطط للقيام بأعمال إجرامية ضد المواطنين، مستغلة الكثافة البشرية الناجمة عن التعبئة». وأضاف البيان: «تم تحديد هوية أجانب، تم توقيفهم والكشف عن مخططاتهم، ممن جاءوا خصيصاً لإذكاء التوترات ودفع الشباب للجوء إلى أنماط متطرفة في التعبير، قصد استغلال صورهم عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». وللجمعة الثامنة على التوالي خرج آلاف الجزائريين إلى الشوارع في عدة ولايات، للمطالبة برحيل رموز نظام الرئيس السابق بوتفليقة، وفي مقدمتهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح. وظهر جلياً خلال تظاهرات الأمس أن الحراك الشعبي وبن صالح يقفان وجها لوجه في الشارع، فالهتاف الرئيسي للمتظاهرين كان «بن صالح ديقاج»، وتعني ارحل بن صالح بالدارجة الجزائرية، فيما يتحرك الرئيس المؤقت لإعداد الساحة السياسية للانتخابات الرئاسية. واجتمع بن صالح الليلة قبل الماضية مع نور الدين بدوي، رئيس الحكومة، وطالبه بضرورة أن تعكف الحكومة على حسن تسيير المصالح والعمل الحكومي وإيلاء عناية خاصة لاحتياجات المواطنات والمواطنين، بالإضافة إلى استعراض الوضع العام للبلاد وأهم النشاطات الحكومية منذ تعيين الحكومة. وعلمت «الاتحاد» من مصادر مطلعة أن الرئاسة الجزائرية تعتزم دعوة عدد من السياسيين وممثلي الأحزاب للاجتماع مع بن صالح خلال هذا الأسبوع بهدف التشاور حول الهيئة الوطنية التي أعلن الرئيس المؤقت عن اعتزامه تشكيلها للتحضير والإشراف على الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 يوليو المقبل.