أحبطت الشرطة الجزائرية مشاريع «إجرامية» واسعة النطاق، باعتقال مجموعة إرهابية مدججة بالأسلحة والذخيرة، كانت تخطط للقيام بأعمال إجرامية وسط المتظاهرين الذين يطالبون بتغيير جذري للنظام في البلاد، فضلًا عن اعتقال أجانب جاؤوا خصيصًا لإذكاء العنف والتوترات. وقالت الشرطة الجزائرية -في بيان لها اليوم الجمعة- إن هذه المجموعة عملت على استغلال الكثافة البشرية الناجمة عن التعبئة للسعي لتنفيذ مخططها. وأضافت الشرطة، أن «التحريات المنجزة سمحت بالتوصل إلى أن بعض الأسلحة التي كان يحوزها هؤلاء المجرمون، تم استعمالها في جرائم اغتيال في حق بعض منتسبي مصالح الأمن خلال العشرية السوداء (موجة العنف التي ضربت الجزائر مطلع تسعينيات القرن الماضي». وتابع: خلال هذه الأسابيع، تم تحديد هوية أجانب، تم توقيفهم والكشف عن مخططاتهم، ممن جاؤوا خصيصًا لإذكاء التوترات ودفع الشباب للجوء إلى أنماط متطرفة في التعبير، قصد استغلال صورهم عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». وكشفت الشرطة الجزائرية عن اعتقال بعض الأجانب وبحوزتهم تجهيزات حساسة، وغيرهم يتوفرون على عقاقير مهلوسة بكميات معتبرة، والذين كانوا ينشطون في إطار شبكات وضمن نقاط محددة. ونوّهت إلى توقيف جانحين وأشخاص مغرضين، كانوا متواجدين بين المتظاهرين، ينشطون بين جماعات إجرامية بعضهم كان يحاول بيع ممنوعات أو سرقة المواطنين، وحتى التحرش بهم أو الاعتداء عليهم. وواصلت التظاهرات الجزائرية تصاعدها، اليوم الجمعة، رافضة خطة الطريق التي أعلنها الرئيس الانتقالي عبدالقادر بن صالح (77 عامًا)، معتبرين أنه «أحد أذرع النظام السابق»، بينما شهدت المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمحتجين ما يمكن وصفه في العلوم العسكرية بـ«الخداع الاستراتيجي». وفي الوقت الذي استعدت فيه قوات الشرطة مبكرًا لمواجهة الحشود المتوقعة؛ إلا أنهم فوجئوا بالمتظاهرين يستبقون التوقيت ويتجمعون قبل الفجر، بأعداد غفيرة في الساحات الكبرى والشوارع الرئيسية قبل إغلاقها من جانب قوات مكافحة الشغب، وتمركز المتظاهرون فوق سلالم الدرج العريض أمام المبنى التاريخي للبريد، بينما أخفقت الشرطة في فضهم، بعد أن تبين أن المحتجين يفوقون عناصرها عددًا ويحيطون بهم من كل اتجاه.
مشاركة :