قرر الاتحاد الأوروبي سحب بعثة الخبراء الأمنيين من طرابلس ونقلهم إلى تونس، على خلفية الأوضاع الأمنية بعد إطلاق الجيش الليبي عملية عسكرية لتحرير العاصمة، يأتي هذا بالتزامن مع إعلان السلطات الكورية الجنوبية، سحب جميع دبلوماسييها من العاصمة الليبية طرابلس؛ بسبب الأوضاع الأمنية هناك، وقررت نقلهم إلى تونس. وأفادت فضائية «العربية» في نبأ عاجل لها، اليوم الجمعة، بأنّ الاتحاد الأوروبي دعا لوقف إطلاق النار في طرابلس وتطبيق هدنة إنسانية هناك، فيما أوضحت مصادر إعلامية أخرى، نقلًا عن مصدر دبلوماسي أوروبي، قوله إنّ أعضاء بعثة المساعدة التابعة للاتحاد من أجل إدارة مندمجة للحدود في ليبيا، غادروا طرابلس للعودة إلى تونس؛ حيث مقر البعثة، وشمل الإجلاء نحو عشرين شخصًا. ونقلت إذاعة «مونت كارلوا» عن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني قولها إنَّ الاتحاد يعبر عن انشغاله للتطورات المقلقة جدًا في ليبيا، وجدَّدت دعوتها لأطراف النزاع من أجل وقف فوري؛ لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية. وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي قد عادت إلى طرابلس في 2017، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أعوام من مغادرتها طرابلس إثر اندلاع معارك عنيفة بالمدينة. وفي منتصف 2014، غادرت أغلب البعثات الدبلوماسية ليبيا، إثر اندلاع معارك عنيفة للسيطرة على مطار طرابلس الدولي، وفي مطلع 2017 أعادت بعض الدول بعثاتها الدبلوماسية، ومنها إيطاليا وتركيا. والإثنين الماضي، دعا الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات لتفادي حرب أهلية في ليبيا، وصرحت موجيريني (آنذاك) بعد اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بأنّها دعت القيادات إلى وقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات بإشراف الأمم المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الكورية في بيانٍ لها أوردته وسائل إعلام ليبية، إنّ جميع دبلوماسييها بمن فيهم السفير تشوي سونج-يو، غادروا ليبيا وانتقلوا إلى مكتب مؤقت في تونس في الثانية من فجر اليوم (بتوقيت ليبيا). وأضافت أنَّ السفارة الكورية في ليبيا تعتزم إجراء اتصالاتها بالسلطات الليبية لتسوية قضية احتجاز مواطن كوري جنوبي لدى جماعة مسلحة ليبية منذ يوم 6 يوليو من العام الماضي، متوقعةً أن يعود الدبلوماسيون الكوريون الجنوبيون إلى ليبيا عند استقرار الوضع الأمني. وهذه ليست المرة الأولى التي تغادر فيها بعثة «سول» الدبلوماسية العاصمة الليبية، فكانت قد أقدمت على هذه الخطوة في أبريل 2015؛ بسبب الأوضاع الأمنية ثم أنشأت مجمعًا مؤقتًا في طرابلس لمتابعة مصالح الشركات الكورية العاملة هناك. وكان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد بدأ الخميس قبل الماضي، عملية تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات الإرهابية، فيما أصدر المدعي العسكري قبل ساعات، أوامر بالقبض على 23 شخصًا عسكريًّا ومدنيًّا؛ بينهم رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وأعضاء المجلس، بتهمة ارتكاب جرائم خطيرة أو دعم الإرهاب ضد ليبيا. وأوضح المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، أنَّ أمر الضبط الذي أصدره المدعي العام العسكري شمل من العسكريين «اللواء شرف سليمان محمود، واللواء المتقاعد يوسف المنقوش، واللواء أسامة الجويلي، والعقيد الطيار محمد قنونو، وصلاح بادي والمهدي البرغثي وآخرين». ميدانيًّا، استهدفت قوات الجيش الليبي، اليوم الجمعة، سيارات ومدرعات عسكرية تابعة لقوات حكومة الوفاق ودمَّرتها في منطقة السواني جنوب غرب طرابلس، كما تمكّنت من أسر تسعة مسلحين، وسلم ثلاثة آخرون أنفسهم لقوات الجيش.
مشاركة :