صرفت منظمة الصحة العالمية- بصفة مبدئية- النظر عن الإعلان عن حالة طوارئ دولية، بسبب انتشار فيروس الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بوصفه حالة طوارئ صحية ذات عواقب دولية. وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس الجمعة في جنيف: إنَّ هذا القرار جاء نتيجة توصية من لجنة خبراء. وذكر رئيس لجنة الخبراء روبرت شتيفين أنَّ المرض المُعْدِي والخطير لم ينتشر بعد في البلدان المجاورة. وأضاف شتيفين، أنَّ هذا لا يعني بالضرورة أن الخطر قد زال، فنحن لا يمكننا الجلوس نتكئ ونسترخى. وأوضح أنَّ الأمر حاليًا يحتاج إلى الدخول لكل المناطق في جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ حيث يهاجم المرض الناس. وتزداد خطورة المرض في شرق الكونغو الديمقراطية، وهي المنطقة التي تدور بها حرب أهلية ما يجعل مهمة الأطباء صعبة وخطيرة. وتكافح السلطات ومنظمات الإغاثة للقيام بواجباتهما في المنطقة الشرقية الخطرة؛ حيث تنشط ميليشيات عديدة تقاتل معظمها من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية الغنية في البلاد. وقد تمَّ تطعيم أكثر من 77 ألف شخص ضد الفيروس منذ أغسطس، وفقًا لوزارة الصحة بالكونغو الديمقراطية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت قبل عدة أسابيع، أنَّ هناك الآن أكثر من 600 حالة مؤكدة أو مرجَّحة للإصابة بمرض إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتمَّ رصد معظم الحالات الجديدة في المدن والمناطق الحضرية في إقليم نورث كيفو شرقي البلاد؛ حيث أُعلن عن تفشّي فيروس إيبولا في أغسطس الماضي. يُذكر أنّ العديد من الميليشيات تقاتل من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية الغنية في البلاد بالإقليم؛ ما يعوق جهود مكافحة الوباء في البلد الفقير. كما عطّلت الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في الأيام القليلة الماضية؛ بسبب تأجيل الانتخابات الرئاسية في الكونغو الديمقراطية- أيضًا- عمل مسؤولي توفير المساعدات الطبية. ويعد فيروس إيبولا من بين أخطر مسببات الأمراض في العالم؛ حيث يؤدي إلى أعراض منها النزيف الداخلي الحاد ويؤدي إن لم يعالج غالبًا إلى الوفاة خلال أيام قليلة.
مشاركة :