انخفضت واردات الصين من النفط الخام خلال آذار (مارس) مقارنة بالشهر السابق، في الوقت الذي بدأت فيه شركات تكرير مملوكة للدولة أعمال صيانة، لكن صادرات الوقود المكرر ارتفعت لأعلى مستوى في سبعة أعوام على الأقل مع عمل مصفاة جديدة خاصة بكامل طاقتها. بحسب "رويترز"، أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن واردات النفط الخام بلغت الشهر الماضي 39.34 مليون طن، أو 9.26 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018. ويمثل مستوى الواردات انخفاضا بنسبة 9.4 في المائة مقارنة بـ10.23 مليون برميل يوميا في شباط (فبراير) لكنه يمثل ارتفاعا نسبته 0.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها قبل عام. ويخطط ما لا يقل عن ست شركات تكرير صينية مملوكة للدولة لوقف العمل لإجراء أعمال صيانة في 2019 مع وقوع معظم تلك الإغلاقات خلال الربع الثاني من العام قبل ارتفاع الطلب على الوقود إلى الذروة في الربع الثالث. وتظهر تقديرات "رفينيتيف" أن انخفاض الواردات جاء أيضا بعد تراجع جهود الصين لتخزين احتياطيات استراتيجية بسبب ارتفاع أسعار الخام. وبالنسبة إلى الربع الأول من العام، ارتفعت الواردات 8.2 في المائة على أساس سنوي إلى المستوى القياسي البالغ 121.17 مليون طن أو نحو 9.83 مليون برميل يوميا بزيادة قدرها 740 ألف برميل يوميا مقارنة بالمعدل البالغ 9.09 مليون برميل يوميا خلال الربع الأول من العام الماضي. وفي الشهر الماضي، ارتفعت صادرات الوقود المكرر إلى 7.21 مليون طن وهو أعلى معدل في سجلات ترجع إلى عام 2012، في مؤشر قوي على تنامي فائض الوقود المحلي مع بلوغ مصفاة هنجلي للبتروكيماويات المملوكة للقطاع الخاص البالغة طاقتها 400 ألف برميل يوميا مستوى التشغيل الكامل. وتوصلت الشركة الصينية للبتروكيماويات "سينوبك"، أكبر مكرر للنفط في الصين، إلى تكنولوجيا حديثة، تعمل على تحسين كفاءة التنقيب في مكامن النفط بمعدل تراجع طبيعي مرتفع، الأمر الذي يؤخر "شيخوخة" حقول النفط ويطيل عمرها الإنتاجي. والابتكار الجديد، الذي قام به حقل نفط الشمال الغربي التابع لشركة "سينوبك" الحكومية، له أهمية تطبيقية رئيسة في تأخير مرحلة انخفاض الإنتاج المتوقع لآبار النفط بشكل فعال. وشهد حقل نفط "تاخه"، وهو قاعدة رئيسة لإنتاج النفط والغاز الطبيعي في منطقة شينجيانج الويجورية ذاتية الحكم في شمال غربي الصين، انخفاض معدل التراجع السنوي من 17 في المائة في عام 2016 إلى 13.9 في المائة خلال عام 2019، بفضل الابتكار. وأسهم الابتكار الجديد في خفض تكلفة استخراج النفط الخام بقيمة 3.75 دولار لكل برميل، ما حقق منفعة اقتصادية مباشرة قدرها 1.04 مليار يوان "نحو 155 مليون دولار". ويساعد الابتكار التكنولوجي، على تحديد أفضل لكهوف تخزين النفط تحت الأرض، التي تقل عن ستة كيلو مترات، كما أنه يزيد من الدقة عند حساب نصف قطر الكشف حول آبار النفط أيضا، لتوجيه التعدين الدقيق بشكل أفضل. ويحسن الابتكار الجديد أيضا كفاءة استخراج النفط عن طريق ضخ المياه الجوفية مرة أخرى في البئر، ما يسمح لطبقات نفطية بكثافة أقل من الارتفاع فوق الماء. وتتوقع المجموعة أن ينخفض معدل التراجع السنوي لحقل النفط إلى أقل من 12 في المائة في عام 2025. ويقع حقل نفط تاخه في حوض تاريم، أحد أكبر أحواض النفط الصينية، وتم تطوير هذا الحقل من قبل شركة سينوبك الفرعية لحقل النفط الشمال الغربي، حيث ينتشر حقل الكهوف تحت الأرض بمعدل تراجع طبيعي مرتفع.
مشاركة :