قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، السبت، خلال جلسة البرلمان اليمني الذي انعقد في سيئون بحضرموت، لأول مرة منذ الانقلاب الحوثي، إن الشرعية اليمنية تهدف لإنجاز سلام شامل وفق المرجعيات الثلاث، إلا أن ميليشيا الحوثي تعرقل تلك الجهود وتتعمد إفشال كل الاتفاقيات، مضيفاً: “انعقاد البرلمان يشير بوضوح لفشل المشروع الحوثي المدمر”، ومتسائلاً إذا كان قد “حان الوقت لإلقاء السلاح والبدء في السلام”. ووجه هادي الشكر للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لمساندتهم للشرعية اليمنية، مؤكداً أن “أهم أولوياتنا في الوقت الراهن هي هزيمة الانقلاب”. وقال هادي إن الحوثيين رفضوا كل دعوات الحوار والسلام ويتعمدون إفشال أي محاولات للحل السلمي، و”اليوم يستعيد اليمنيون أحد أهم مؤسسات دولتهم.. أدعو كل البرلمانيين الذين لم يلتحقوا بأن ينضموا إلى البرلمان”. ودعا هادي المجتمع الدولي للتصدي لمماطلات الحوثيين في مباحثات السلام، متهماً الحوثيين بسرقة المساعدات الإغاثية الموجهة لليمنيين والمتاجرة بها، مشدداً على أن مؤسسات الدولة ملتزمة بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وأن أي موظف في الدولة لا يقوم بمهام وظيفته هو خائن للوطن والشعب. وقال الرئيس اليمني: “أناشد اليمنيين بالتمسك بالأمل رغم تهديدات وانتهاكات الحوثيين.. لم نكن نريد الحرب وبذلنا كل ما في وسعنا لتفاديها”، مضيفاً: “أثق في النصر على الانقلاب لننطلق بعده في بناء اليمن الاتحادي الجديد”. ووجه هادي حديثه للحوثيين قائلاً: “ألم يحن الوقت لإلقاء السلاح والبدء في السلام؟.. نمد يدنا بالسلام للحوثيين لأن اليمن غال وعزيز”، مضيفاً: “لا ترهنوا حاضر ومستقبل اليمن لأعداء البلاد”، مؤكدا أن الحوثيين لم يطلقوا رصاصهم إلا في صدور أبناء اليمن. وانطلقت، السبت، الجلسة الأولى للبرلمان اليمني في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، بحضور الرئيس هادي، بعد توقف لأكثر من 4 أعوام منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية. وبدأت عملية انتخاب هيئة الرئاسة البرلمانية بمشاركة 141 نائباً، حيث تم اختيار سلطان البركاني رئيساً للبرلمان بالإجماع. وأعلن البركاني، مخاطباً الحضور، أن إيران تسعى عبر المشروع الحوثي لتثبيت نفوذها من اليمن إلى لبنان. وأكد البركاني: “مصممون على هزيمة انقلاب الحوثيين ليستعيد الشعب اليمني دولته”، مشيداً بدور تحالف دعم الشرعية في وجه الانقلاب، ومؤكداً أن اجتماع البرلمان اليمني في سيئون يأتي متوافقاً مع مواد الدستور. ويأتي انعقاد جلسة مجلس النواب في سيئون بناءً على قرار أصدره هادي، بموجب القانون الذي يسمح له كرئيس لليمن بتحديد أي منطقة داخل البلاد لعقد جلسات البرلمان، في حال عدم سماح الأوضاع الأمنية لانعقادها في العاصمة السياسية. وتشهد سيئون إجراءات أمنية مكثفة لتأمين المدينة مع انطلاق أولى جلسات البرلمان.
مشاركة :