اعتقلت قوات الأمن الإيرانية عشرات الناشطين الأهوازيين بتهم “إثارة الشارع ضد الحكومة” بسبب مشاركتهم في تغطية الاحتجاجات الشعبية التي خرجت مساء الجمعة في مدينة الأهواز. وقال المتظاهرون إنهم يحتجون ضد ممانعة الحرس الثوري ووزارة النفط من حرف الفيضانات نحو الهور لكي لا تغرق منشآت النفط ومزارع قصب السكر التابعة للجهات الحكومية. أما السلطات الأمنية فأعلنت السبت، عن اعتقال 24 ناشطًا من الأهواز من المتطوعين الذين كانوا يساعدون ضحايا الفيضانات بتهم مثل “نشر الأخبار المفبركة” وذلك لتغطيتهم تأثيرات الفيضانات على المنكوبين. وأعلن شاهين حسنواند، رئيس شرطة الإنترنت في إقليم الأهواز، عن اعتقال 24 من هؤلاء المتطوعين بسبب نشاطهم على الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل، واتهمهم “بفبركة” و”بث الشائعات” و “تحريك الرأي العام”. وقالت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، إن “هذه الاعتقالات تأتي للتغطية على حقيقة أن الوثائق ومقاطع الفيديو والصور التي نُشرت تُظهر حجم تورط الحرس الثوري الإيراني ووزارة النفط والحكومة الإيرانية في توسيع كارثة الفيضانات حيث لم يسمحوا بحرف الفيضانات نحو منطقة الهور بسبب لحماية المنشآت النفطية”. وذكرت المنظمة أن الفيضانات غمرت حتى الآن 250 قرية في إقليم الأهواز بالكامل وتم إجلاء سكانها بينما وصلت إلى 10 مدن، وبلغ عدد المشردين نصف مليون في جميع المناطق. وأكدت أن مشردي الفيضانات يشكون من إهمال الحكومة في إغاثة المنكوبين وسرقة المساعدات التي قدمتها بعض الدول ولا تزال آلاف العوائل تسكن الصحاري والمرتفعات وحتى بعضها محرومة من خيام تأويها”. وكان رئيس جمعية الهلال الأحمر في الأهواز، علي خدادادي، حذر السبت، ممن وصفهم بـ “الانتهازيين” في المناطق المتضررة بالفيضانات، وعدم شراء المساعدات منهم. ونقلت وکالة الطلبة الإیرانیين (ایسنا)، عن خدادادي قوله إن هناك أنباء عن بيع الخيام من قبل جمعية الهلال الأحمر، لكن “هذه الجمعية وغيرها من الفرق ومنظمات الإغاثة لم تقم ببيع مخيمات الإقامة والمساعدات الأخرى المتعلقة بالمواطنين المنكوبين بل هناك انتهازيون يسرقون المساعدات الإغاثية ويبيعونها للمحتاجين”. بدوره، التقى الدكتور كريم عبديان بني سعيد، المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان الأهوازية يوم الجمعة، ثلاثة من أعضاء الكونغرس الأميركي بناء على طلبهم للتباحث حول كارثة الفيضانات المفجعة التي تعرض لها شعبنا في إقليم الأهواز. وقالت المنظمة في بيان إن بني سعيد شرح دور الحكومة الإيرانية والحرس الثوري في توسيع دائرة السيول وعدم توفير أقل الإمكانيات الضرورية لضحايا ومنكوبي الفيضانات. وجاء في البيان أن اللقاءات تمت مع كل من رون كايند مندوب ولاية ويسكنسين ومساعده الحقوقي بن هورتر، وفيليب مالينوفسكي مندوب ولاية نيوجرسي وفيليب مك دانيل مساعد الشؤون الدولية في الكونغرس. وذكرت المنظمة أنه خلال هذه اللقاءات شرح بني سعيد لمندوبي الكونغرس تداعيات كارثة الفيضانات على الشعب الأهوازي وهم أكثر من 7 إلى 8 ملايين مواطن عربي أصحاب هذه الأرض الغنية بالبترول. وذكر بيان المنظمة أن هؤلاء المندوبين وعدوا بتقديم مذكرة مشتركة إلى الكونغرس وذلك من أجل إدانة ممارسات الحكومة الإيرانية.
مشاركة :