المشرف على متحف السليمانية: 22 بعثة أجنبية تنقب عن الآثار في مناطق مختلفة من المحافظة

  • 4/14/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال إن الاستكشافات الأثرية ستقلب المفاهيم السابقة عن الحضارة في العراق والمنطقة السليمانية ـ عباس كاريزي: عثر فريق من علماء الآثار الفرنسيين على بقايا مدينة قديمة مفقودة قرب محافظة السليمانية في إقليم كردستان، وفقا للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية. وقال المشرف على متحف مدينة السليمانية هاشم حمه عبد الله في حديث للصباح الجديد، ان البعثة الفرنسية اكتشفت اسسا لابنية كبيرة واسعة من الحجر واختام اسطوانية ومجموعة من الرقم الطينية، التي تحتاج الى ترميم وصيانة ودراسة نتيجة لتفتت بعضها نتيجة لاستخدام سكان القرى القريبة، الموقع لاغراض الرعي والزراعة. وتابع حمه عبد الله، ان الموقع يعود الى العصر الاكدي القديم، وان الرقم تشير الى ان الموقع يعود الى امير احدى المناطق كان يدير المنطقة منه، مؤكدا ان البحث مستمر لاستكشاف تفاصيل اكثر عن الموقع، الذي قال انه حسب الادلة التي عثر عليها يعود الى اللولوبيين، الذين يعدهم الشعب الكردي اجداده، مضيفا ان الدراسات تشير الى ان منطقة السليمانية كانت خاضعة لحكم اللولوبيين التي تعود فترة حكمهم الى الالف الثالث قبل الميلاد. واضاف ان مدينة السليمانية حديثة البناء لكن هناك مجموعة من التلال الاثرية على اطراف المدينة، وبعد سقوط النظام السابق اخذت البعثات الاجنبية تتجه الى التنقيب والعمل في اقليم كردستان، وان البعثة الفرنسية التي اكتشفت موقعا اثريا مهما بالقرب من مدينة السليمانية، حصلت على الموافقات القانونية مع الجهات المعنية في الاقليم، وقعت على اثرها عقدا مع مديرية الاثار في السليمانية، للحصول على موقع او تل للتنقيب به لمدة خمس سنوات في منطقة تدعى تل كونارة. وبين حمه عبد الله، ان العقد المبرم مع البعثة الفرنسية يستمر لمدة خمس سنوات قابل للتمديد، اذا تمكنت البعثة من الحصول على الميزانية المطلوبة لاستمرار عملهم في موقع كنارة، الذي قال انه ربما يحتاج الى اكثر من 10 سنوات لاستكمال التنقيب فيه. واضاف، ان الانظمة السابقة كانت تسعى لطمس الحضارة والتأريخ القديم لاقليم كردستان، لذا فهي كانت تمنع اجراء عمليات تنقيب وبحث عن الاثار في الاقليم، بما ان الاقليم في بداية نشوء عمليات بحث حقيقية عن الثار، لذا فهو بحاجة الى كوادر وخبرات ومختبرات علمية للتعامل مع الاثار، لذا فانه يستعين بالبعثات الاجنبية، اردف «هناك الان فقط في محافظة السليمانية 22 بعثة اجنبية تعمل في مناطق مختلفة من المحافظة». ولفت الى ان القانون يمنح للمدينة الحق بالاحتفاظ بالاثار التي تستخرج من مناطقها وان تبقى لتحفظ في المتحف الموجود بالمدينة. وقال، انه وبعد سقوط النظام المباد حصلت عمليات نبش وحفر ونهب للعديد من المواقع الاثرية في مناطق وسط وجنوب العراق، تمكنت حكومة الاقليم بالتعاون مع المختصين من اعتراض تهريب العشرات من القطع الاثرية، التي كانت تباع الى مهربين من خارج الاقليم وتابع الى دول الجوار والمنطقة. واوضح المشرف على متحف السليمانية، ان المعلومات التي لدينا عن الحضارة في الاقليم ما زالت في بدايتها، لانه لم تحصل عندنا عمليات تنقب واسعة كما في الوسط والجنوب، وانه وفقا لعلماء اثار «ان اجراء عمليات تنقيب للمواقع الاثرية في اقليم كردستان، سيقلب المفاهيم عن الحضارة في المنطقة والعراق، لان مهد الحضارة لهذه المنطقة يقع في اقليم كردستان، وان البعثات الاجنبية تتفاخر بانها اتت الى هنا للتنقيب لانها منطقة غير مستكشفة تغلفها الكثير من الاسرار. واضاف ان الرئيس مام جلال والسيدة الاولى هيرو ابراهيم احمد خصصا مبالغ كبيرة لدعم مشروع منع تهريب الاثار وابقائها داخل العراق، من ضمنها اللوح الخامس لمحلمة كلكامش، وان القوات الامنية بمحافظة السليمانية تمكنت من استعادة عشرات القطع هربت الى احدى القرى من دول الجوار في عملية استباقية، واعيدت هذه القطع الى المتحف الوطني العراقي. ووفقا للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية وخبراء الآثار فان المدينة المستكشفة التي يعتقد أن عمرها يصل لأربعة آلاف سنة، تقع بالقرب من سلسلة جبال زاغروس، جنوب غربي محافظة السليمانية، في موقع تنقيب يدعى كونارة. وبعد ست عمليات تنقيب بين عامي 2012 و2018، اكتشف الباحثون أسسا حجرية كبيرة في الموقع يرجع تاريخها إلى نحو 3 الاف سنة قبل الميلاد. وتقع المدينة على الحدود الغربية لحضارة بلاد ما بين النهرين، وربما كانت مركزا مهما لشعب جبلي قديم يعرف باسم «لولوبي» وفقا للخبراء، وتشير أبحاث علماء الآثار إلى أن زوال المدينة حدث قبل نحو 4000 عام عندما التهمتها النيران. وقالت عالمة الآثار كريستين كيبينسكي، التي شاركت في استكشاف الموقع «لم نتوقع اكتشاف مدينة هنا على الإطلاق»، مضيفة «عثرنا على عشرات الألواح الطينية المغطاة بالكتابة المسمارية في المدينة، من بينها ألواح تتحدث عن الزراعة وعمليات تسليم الدقيق». وقال المختص في الكتابة المسمارية فيليب كلانسير، إن السكان الذين عاشوا في المدينة كان لديهم «فهم جيد للكتابة الأكادية والسومرية، وكذلك فهم لجيرانهم في بلاد ما بين النهرين». الباحثون اكتشفوا أيضا مجموعة من الأدوات والقطع الفخارية التي يعتقد، أن سكان المدينة استخدموها في عمليات البيع والشراء والتجارة. ويعتقد الخبراء أن الزراعة وتربية الحيوانات كانت سببا رئيسيا لانتعاش المدينة، إذ اكتشف علماء الآثار بقايا عظام ماعز وأغنام وأبقار، مما يشير إلى وجود نظام رئيسي لتربية المواشي. كما أشار المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية إلى وجود شبكة للري في جنوب المدينة، ما يرجح أن سكان المنطقة كانوا يهتمون بزراعة الحبوب وخاصة الشعير.

مشاركة :