زعيم متمردي جنوب السودان يحدد مستقبل «اتفاق السلام» بعد الإطاحة بالبشير

  • 4/14/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عبر زعيم المتمردين السابق في جنوب السودان ريك مشار عن اعتقاده أن من غير الممكن لزعماء البلاد المنقسمين، الوفاء بمهلة 12 مايو لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرًا إلى أن دور الخرطوم سيبقى محوريًّا، على الرغم من التغيير الذي شهدته مؤخرًا. وفي مقابلة حصرية مع وكالة «رويترز»، قال مشار -الذي من المقرر أن يصبح نائبًا أولًا للرئيس في حكومة الوحدة- إنه واثق بأن القيادة العسكرية الجديدة التي تولت زمام الأمور في الخرطوم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير؛ ستظل ضامنًا لاتفاق السلام الهش في جنوب السودان. وتابع مشار أن هناك حاجة لتمديد المهلة ستة أشهر إضافية من أجل توحيد قوات الدفاع ونشرها ونزع السلاح في العاصمة جوبا ومراكز سكانية أخرى والاتفاق على تفويض السلطة والإفراج عن السجناء السياسيين. وسُئل إن كان يعتقد أن من الممكن تشكيل حكومة الوحدة بحلول 12 مايو، فقال مشار: «للأسف علي أن أقول: لا».. وأضاف أنه ناقش التمديد مع الرئيس سلفا كير أثناء خلوة روحية في الفاتيكان انتهت يوم الخميس بمناشدة من جانب البابا فرنسيس للزعمين باحترام هدنة قائمة وحل الخلافات بينهما. وخاض السودان صراعًا استمرَّ عقودًا مع الجنوب قبل أن ينال جنوب السودان استقلاله عام 2011. وبعد ذلك بعامين اندلعت حرب أهلية في جنوب السودان عندما أقال كير (وهو من قبيلة الدينكا) مشار (وهو من جماعة النوير العرقية) من منصب نائب الرئيس. وقُتل نحو 400 ألف شخص، ونزح نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة؛ ما تسبب في اندلاع أسوأ أزمة لاجئين في إفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وقال مشار: «لدينا لاجئون لن يعودوا إذا لم يشعروا بالأمن، ولدينا نازحون في العاصمة ومدن كبيرة أخرى لن يعودوا إلى ديارهم التي تركوها قبل خمس سنوات ونصف بسبب المشكلات الأمنية». وأضاف: «لذلك يتعيَّن علينا أن نؤسِّس ما يكفي (من قوات الأمن) من القوتين لكي تتولد لدى شعبنا الثقة بأن هذا الاتفاق سيصمد؛ فإن من غير المرجَّح أن نشكل الحكومة بحلول 12 مايو». واتفق معه في ذلك دبلوماسيون وخبراء؛ حيث قال المنسق السابق للجنة الخبراء المعنية بجنوب السودان التابعة لمجلس الأمن الدولي كليم ريان: «التأجيل حتمي في ظل عدم وجود بديل واقعي. بيد أنه لن يكون هناك أمل يذكر في أن يحرز (التأجيل) تقدمًا مع غياب الضغط الخارجي». وقال بيتر مارتل، وهو مؤلف كتاب عن تاريخ جنوب السودان: «سأفكر في الأمر بطريقة عملية. فإذا جعل التأجيل مشار أكثر أمنًا وأنهى الحرب فسيكون من الجدير اتخاذ هذا القرار».

مشاركة :