لندن - قام باحثون بتطوير جهاز يمكّن من التنبؤ بالوقائع البديلة والأحداث المستقبلية المحتملة، وذلك بإنشاء كمبيوتر كمي يمكنه إنشاء احتمالات مختلفة للمستقبل، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل. ويستطيع الجهاز المطوّر حديثا أن ينتج مجموعة كبيرة من الأحداث المستقبلية المحتمل وقوعها بالارتباط بقرار ما ومن ثم يعرضها للشخص، إذ يعتمد الجهاز على محاكاة 16 جدولا زمنيا لـ”الحزم الضوئية” في مواقع مختلفة. وقال فرزاد غفاري، الباحث في جامعة غريفيث في أستراليا، “تتعلم العديد من خوارزميات الذكاء الصناعي حاليا، من خلال معرفة كيف يمكن للتغييرات الصغيرة في سلوكها أن تؤدي إلى نتائج مستقبلية مختلفة، لذلك قد تمكن تقنيات الذكاء الصناعي المحسن، الجهاز الكمي من معرفة تأثير أفعاله بشكل أكثر فعالية بكثير”. وأكد العلماء أنهم استوحوا فكرة بحثهم من الفيزيائي النظري ريتشارد فاينمان الحائز على جائزة نوبل. وكان فاينمان أول من أدرك أنه عندما ينتقل جسيم من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) ليس بالضرورة أن يختار مسارا واحدا، بل يتبع في الوقت نفسه جميع المسارات الممكنة التي تربط النقطتين ببعضهما البعض. وأكد العلماء أنه على الرغم من أن جهاز النموذج الأولي يحاكي ما لا يزيد عن 16 من الأحداث الآجلة، فإن خوارزمية الكمّ الأساسية يمكنها، من حيث المبدأ، التنبؤ بأحداث مستقبلية “بحجم لا محدود”. واعتبروا أن هذا الإنجاز يعدّ دليلا عمليا على غرابة ميكانيكا الكمّ التي تشكل مجموعة القواعد التي تحكم العالم دون الذري. وأوضح الباحثون أن الكمبيوتر يقدم مجموعة احتمالات قد تحدث، ولكن لا يعني أن الأحداث ذاتها ثابتة أو غير قابلة للتغيير، فهي مجرد احتمالات ممكنة الحدوث.
مشاركة :