«تيتانك».. قصص تجسد ملاحم الوفاء

  • 4/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوافق اليوم ذكرى غرق تيتانك السفينة التي تحمل رمزية تاريخية لدى شعوب العالم كافة، بوصفها أشهر حادثة في القرن العشرين، وفقاً لما نشرته صحيفة «تيليجراف» البريطانية، ودلالة اسم «تيتانك» تعني «المارد» كونها تتصف بالفخامة والضخامة وعدم القابلية للغرق، كان ملاحوها يعتبرونها سفينة خارقة لا شيء يقهرها، لهذا لم يكونوا يبالون بتحذيرات الارتطام في الجليد، نظراً إلى حجمها وتصميمها وهيبتها، حيث يبلغ وزنها 52310 أطنان، وبلغ طولها 882 قدماً، وعرضها 94 قدماً، تعادل في ارتفاعها مبنى مكونا من 11 طابقاً، وتضم 16 قسماً «مقصورة». قصة تحطم السفينة التي تحولت إلى فيلم سينمائي يجسد أروع اللحظات الرومانسية التي ألهبت وجدان العالم بأرقى المشاعر الإنسانية، حيث كانت تحتضن أكثر من قصة حب بين عشرة أزواج كانوا يحتفلون بشهر العسل على متنها، كل تلك القصص ذابت في عمق البحر، وكل متعلقات ركابها لم يتم العثور عليها، حتى حطامها نفسه لم يتم اكتشافه إلا بعد أكثر من 70عاماً من تحطمها. وكان من أبرز ركابها أكثر من 10 من أبرز العائلات الثرية في العالم. ويشار إلى أن عدد ركاب السفينة 2227 راكباً، بينما عدد قوارب النجاة الموجودة بالسفينة لا تكفي حمولتها جميعاً إلا لنقل 1100 راكب، وكانت هذه الحقيقة غائبة تماماً عن ركاب السفينة، وكان الركاب يتقاطرون منها على وقع موسيقى المرح والبهجة التي كانت لا تزال تعزف في أرجائها أثناء إنزال قوارب النجاة. والمثير في الأمر، أن الناجون دفعوا رسوماً بقيمة دولار واحد لإرسال رسائل إلى عائلاتهم من قوارب النجاة، وقد أنفق أحدهم دولاراً كي يكتب كلمة «Safe» أي «آمن» لوالدته. تيتانك كانت توصف بأنها أسطورة السفن ليس بكونها سفينة غير معرضة للغرق، ولكنها كانت الأعظم في التاريخ على مدى 50 عاماً من بنائها، وهو ما يفسر سعر أجنحتها من فئة الدرجة الأولى والتي تصل تكلفتها 75 ألف دولار حالياً أي 870 جنيه إسترليني في ذلك الوقت. ناجية من 3 حوادث وحين صدمت بجبل جليدي، ظلت تقاوم حتى غرقت بعد ساعتين و40 دقيقة من الارتطام، وكان قبطانها الكابتن إدوارد سميث 62 عاماً، أسعد من عليها، فهذه الرحلة الأخيرة له والتي يختتم بها ثلاثين عاماً من العمل في أعالي البحار، أما الناجون الذين تم إنقاذهم من السفينة، لم تتقبلهم بلدانهم خاصة الناجي الياباني الذي اتهم بأنه خذل كل زملائه الغرقى ولاحقه العار حتى وفاته. وكان من بين الناجين الممرضة فيوليت جيسوب، وكانت هي نفسها الناجية من حادث غرق سفينة بريتانك وكذلك كانت أحد الناجين من حادث اصطدام سفينتين اولمبيك وهاوك. الوفاء الوفاء والحب قصص ملحمية سطرتها تيتانك وضربت أروع القيم في أبهى صورها عن الوفاء الإنساني والحب النبيل، فمن ضمنها إصرار بعض الزوجات على البقاء مع أزواجهن، ورفضهن مغادرة السفينة عند مجيء دورهن في الانتقال إلى قوارب النجاة، وقصة مسز ايدا ستروس زوجة الثري الكبير ايزدور ستروس، التي عادت مرة أخرى إلى ظهر السفينة بعد دخولها إلى قارب النجاة، لتحضن زوجها وهى تبكي قائلة: لقد عشنا معاً سنوات طويلة لا يمكن أن أرحل من دونك، سوف أمضي حيث تمضي، وذهب الاثنان معاً ليجلسا في ركن هادئ بعيد بانتظار شبح الموت. وهو ما جسدته قصة الحب الشهيرة التي خلدها فيلم تيتانك وجسدتها أغنيته الفرنسية سيلين ديون، «أعرف أن قلبي سيستمر».

مشاركة :