احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في مختلف المناطق اللبنانية بأحد الشعانين، وعمت القداديس والزياحات والتطوافات بأغصان النخل والزيتون الرعايا والأديار والصروح الدينية، وأتى الاطفال حاملين شموعهم المزينة واغصان الزيتون. وألقيت عظات تناولت معنى عيد الشعانين. وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي وألقى عظة هنأ فيها "كل شعبنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط المعروفة بالنطاق البطريركي، وجميع أحبائنا المنتشرين في القارات الخمس، ونلتمس السلام لبلداننا المشرقية التي تعاني من الحروب والانقسامات، والنزوح والتهجير والهجرة، والأزمات السياسية والضيقات الاقتصادية والمعيشية". واضاف: "نلتمس هذا السلام للعراق وسورية مع عودة جميع النازحين والمهجرين إلى وطنهم ليواصلوا كتابة تاريخهم على أرضه، ويحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم، فلا يكونوا عالة وعبئا على البلدان التي استقبلتهم وفي مقدمها لبنان الرازح تحت عبء ثقيل يتهدد حياة شعبه وكيانه وسقوط اقتصاده وتعطيل إنمائه". وتابع: "عندما ننادي النازحين واللاجئين للعودة إلى أرضهم، بالرغم من عدم تشجيعهم من قبل الأسرة الدولية لأغراض سياسية، إنما لكي لا يكونوا مع وطنهم ضحية حربين: الأولى، حرب الأسلحة التي دمرت الحجر، والثانية، حرب السياسة وعدم العودة التي تدمر الهوية والثقافة والتاريخ الحي. الحجر يعوض أما الهوية فلا". وزاد: "نلتمس هذا السلام للأرض المقدسة ولاسيما مدينة القدس. فمن أجل إحلال هذا السلام لا يمكن قبول الاعتداء على تلك الأرض، وتحويلها إلى وطن لليهود، وانتزاع هوية القدس المنفتحة على الديانات التوحيدية الثلاث وجعلها عاصمة لإسرائيل اليهودية. ولا يمكن قبول إلغاء الحضور المسيحي وتراثه الأساس ودوره البناء ثقافيا واجتماعيا ووطنيا، وتجاوز ما للمسلمين من أماكن عبادة وحضور ودور. ومن أجل إحلال السلام لا يمكن القبول بحرمان الفلسطينيين من دولة خاصة بهم، ومن عودة اللاجئين إلى أراضيهم الأساسية". بعدها بارك البطريرك الراعي أغصان الزيتون، ثم أقيم زياح الشعانين في الباحة الخارجية للصرح حيث حمل الأطفال الشموع، وأغصان الزيتون . وطفلة تحمل غصن زيتون. (علي سلطان)
مشاركة :