إدراج «الثوري» على لائحة الإرهاب يهدد بتفكك النظام الإيراني

  • 4/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إذا صدقت النوايا الأميركية، وأثبتت مصداقيتها للعالم في هذا القرار وهو تقليم أظفار الشر والعدوان لنظام الملالي الذي بات خطراً على المنطقة والعالم، وأصدرت الإدارة الأميركية قرارها الذي أتى متأخراً ولكنه مطلب عربي ودولي، حيث أصدار مركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات تقريرا بعنوان «إيران مهددة بالانكماش عسكريا بعد تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية». حيث أكد التقرير أن الإدارة الأميركية بادرت باتخاذ عقوبة أشد قسوة وتأثيراً، وذات انعكاسات مستقبلية متوقعة تُهدد إيران بالانكماش عسكرياً، وذلك بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية، في قرار أميركي صارم، يأتي بعد تصعيد العقوبات، التي ظهرت نتائجها القاسية على الأوضاع في إيران أسرع مما كان متوقعاً، وبالذات على المستويات الاقتصادية، مما أحرج النظام الإيراني ودفع رموزه إلى إطلاق تصريحات وتهديدات انفعالية كالعادة، ترافقت مع فشل النظام في مواجهة كارثة الفيضانات والسيول التي أغرقت معظم المدن والمحافظات الإيرانية، وأظهرت هشاشة البنية التحتية وعجز المؤسسات الرسمية عن إغاثة وإنقاذ المتضررين، نتيجة لحشد إيران كافة مواردها لأغراض عسكرية وقتالية خارج حدودها. وأضاف التقرير أن العقوبة الجديدة المتمثلة بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية تعد الحدث الأقسى، وتمثل ضربة موجعة لطهران، وعملياً تطال هذه العقوبة الدولة العميقة وذراعها في إيران، الذي يجسده الحرس الثوري، باعتباره القوة العسكرية والاقتصادية والعقائدية، والذراع التي يحاول النظام الإيراني من خلالها إيجاد جسور إنقاذ وهراوات عنف وقوات للتدخل الداخلي والخارجي. وتفتح العقوبة الجديدة ملف الحرس الثوري، باعتباره القوة التي تحمي النظام الإيراني. وهو كيان يزاوج بين التشدد في خدمة أسس وقواعد الثورة الإيرانية المتطرفة، وبين أداء مهام متنوعة، تتخذ أشكالاً عسكرية وتجارية واقتصادية، وصولاً إلى التصنيع العسكري، الذي يستهلك أموال الإيرانيين ويستنزف مواردهم، لتلبية رغبات وأوهام تتصل بطموحات مجموعة رجال الدين، الذين يستفيدون من نظام الدولة الدينية في إيران منذ أربعة عقود. الحرس الثوري مسؤول عن البرنامج النووي الإيراني، وعن برنامج تطوير الصواريخ البالستية، ومسؤول أيضاً عن العمليات العسكرية التي تنفذها إيران خارج حدودها. وأوضح التقرير أن النظام الإيراني كان يعول بشدة على حماس الحرس الثوري لتوفير بدائل كفيلة بمواجهة آثار العقوبات الأميركية، ومن المرجح أن يشكل القرار أيضاً صدمة لقادة الميليشيات العراقية، الذين يعتمدون بشدة على فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ويتحركون عسكرياً تحت إشرافه. وعندما تتضح نتائج إدراج الحرس الثوري على قوائم المنظمات الإرهابية، يتوقع كذلك أن تتخفف القيادة العراقية من ضغوط المجموعات العسكرية الشيعية التي يحركها الحرس الثوري، وتخسر إيران الكثير بعد تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وتفتقد عملياً لأداة التحايل والفساد الداخلي والحروب الخارجية، لأن الحرس الثوري كان يقوم بمهام متعددة، بعيداً عن الجيش الإيراني النظامي الذي جرى إضعافه وتهميشه، وظل الحرس الثوري يبني دولته السرية التي توسعت مالياً وعسكرياً على حساب المؤسسات الإيرانية الشكلية التي تظهر في الواجهة.

مشاركة :