«الثقافة وتنمية المعرفة» تطلق مبادرة لتوثيق التراث المعماري في الدولة

  • 4/15/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

وقعت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة اتفاقيات شراكة استراتيجية مع عدد من المؤسسات الحكومية والأكاديمية لإطلاق مبادرة «العمارة في الإمارات» بالتعاون مع دائرة التخطيط العمراني والبلديات في أبوظبي، ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وجامعة زايد. شهد توقيع الاتفاقيات معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ومعالي فلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، وقع الاتفاقيات الشيخ سالم القاسمي الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون في الوزارة، والدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، وسيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ومحمد الخضر الأحمد، المدير التنفيذي للقطاع الاستراتيجي في دائرة التخطيط العمراني والبلديات. يهدف المشروع إلى توثيق التراث المعماري الحديث في الدولة والتعريف بنتائجه للجمهور المحلي والإقليمي والدولي، فضلاً عن تطوير المعرفة المعمارية والتخطيط العمراني في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وضعها في سياق محلي. أصالة وجمال وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: «ينسجم مشروع العمارة في الإمارات مع أهدافنا الاستراتيجية الرامية إلى المحافظة على التراث الثقافي المعماري للدولة، وتوثيقه لأجيال المستقبل، فالعمارة تعكس مدى تقدم الدولة وتطورها، وأنماط الحياة السائدة فيها، وتبرز جمال أسلوبها الهندسي، ويسلط المشروع الضوء على أصالة فن العمارة، وجمال التصاميم ودقتها وبساطتها، باعتبارها انعكاساً للبيئة التي كانت سائدة في الماضي». وأكدت نورة الكعبي، أن شراكتنا الاستراتيجية مع نخبة من مؤسساتنا الوطنية والأكاديمية تؤرخ لإرث الإمارات المعماري، وتسهم في تطوير محتوى ثري، يرصد المشهد العمراني، ويستكشف تأثير العمران على ملامح الحياة اليومية، ويعيد إحياء الأنماط المعمارية القديمة في التصاميم الحالية وفق رؤية عصرية تمزج بين الماضي والحاضر. وأشارت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إلى أن تعليم التراث المعماري يشكل الأساس لمشروعنا من خلال إعداد مادة علمية محكمة، تدرس في الجامعات، وتنقل الفكر المعماري القديم إلى الأجيال الناشئة. توثيق وتأريخ بدوره قال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «مما لاشك فيه أن التغيرات السريعة التي يشهدها مجتمعنا قد رافقها تغير في أنماط العمارة، والتي أصبحت أكثر تكيفاً مع الظروف المعيشية العصرية وتتبع أسلوباً حضرياً متطوراً، ومن المهم توثيق الطرز المعمارية المختلفة التي تطورت في البلاد في العقود الماضية، باعتبارها جزءاً من الذاكرة الجمعية ودليلاً على المحطات التاريخية التي مر بها المجتمع، خاصة أن الطرز المعمارية تستجيب في معظم الأحوال للعوامل الاجتماعية والتفضيلات الفردية المتغيرة، وكل مرحلة لها طابع خاص وتعكس المكونات الثقافية لكل حقبة زمنية، ويسعدنا في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أن يكون لنا دور في مبادرة «العمارة في الإمارات»، حيث نعمل على الحفاظ على المباني الأثرية التاريخية والبيوت القديمة وترميمها وفق الطرز التي بنيت عليها، كما أننا نملك خبرة متقدمة في الحفاظ على العمارة الحديثة التي بدأت في وقت مبكر من نشأة الدولة». تطوير واستدامة وأكد معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، أن استضافة المنتدى الحضري العالمي العاشر 2020 يُشكل فرصة مُميزة لأبوظبي والعالم العربي لإلقاء الضوء على إنجازاتهم، ودورهم الرائد في التعريف بالتطوير العمراني المستدام، والتأكيد على أولويات الابتكار والتبادل الثقافي، مُشيراً إلى أن رؤية أبوظبي تسعى إلى تعزيز مستويات جودة الحياة من خلال نهج متكامل للتطوير العمراني المستدام، وأوضح معاليه أن هذه الرؤية تُشكل جزءاً لا يتجزأ من التزامنا بتحقيق مخرجات التطوير المستدام، وتوفير أعلى مقاييس جودة الحياة، وأنَّ إطار عمل الدائرة للتطوير العمراني المستدام ينسجم مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الـ11 والأجندة الحضرية الجديدة. وتابع معاليه: «إن محاور الاستدامة الأربعة التي نعمل وفقاً لها في أبوظبي تُشكل إطار عمل أوسع يُتيح لنا إمكانية أخذ المحور الثقافي في الاعتبار كأحد العناصر المهمة التي تدخل ضمن استراتيجيات التطوير العمراني المستدام في المستقبل، وذلك اعتماداً على آليات ومنهجيات مبتكرة». ولفت معاليه، إلى أن العالم العربي يمر بمرحلة تُميزها تحولات عمرانية جذرية، وأن المحور الثقافي سيساهم في هذه المرحلة في تحقيق الاستدامة العمرانية بطرق متنوعة تسعى الإمارات وأبوظبي إلى ريادتها، وذلك من خلال اعتماد أساليب متطورة، ومنهجيات تحقق التكامل بين السياسات والبرامج. وأضاف معاليه: «كخطوة أساسية في هذا الاتجاه، قمنا بالتنسيق مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ومؤسسة نقاط للتقدم الثقافي بتقديم النتائج الأولية لدراسة حول البنية التحتية الثقافية ومدى توافر مجموعات الابتكار في 12 مدينة عربية، مشيراً إلى أن الدراسة تندرج ضمن مجموعة المبادرات التي قامت الدائرة بتطويرها، لتعزيز أثر المنتدى الحضري العالمي العاشر وضمان تأثيره على المديين القريب والبعيد، خلال أعمال الملتقى العربي الأول للتنمية الحضرية الذي انعقد في 31 مارس 2019 في أبوظبي بالتعاون مع المكتب الإقليمي للدول العربية في الأمم المتحدة». معرفة علمية وقال الأستاذ الدكتور رياض المهيدب، مدير جامعة زايد: «يسر جامعة زايد أن تتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة والجهات الأخرى المشاركة في مشروع العمارة في الإمارات، الذي ينطلق كمبادرة في إطار «عام التسامح»، وأشار إلى أن هذا المشروع لا يقتصر فقط على دعم مهمة الجامعة في تعليم طلبتها وشحذ اهتمامهم بجوانب محددة للهوية الوطنية، ولكنه أيضاً سيضع الأساس لمزيد من البحث والتطوير في التعليم، بحيث يُمَكِّن الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والممارسين من اكتساب المزيد من المعرفة حول الهندسة المعمارية والتاريخ العمراني لدولة الإمارات العربية المتحدة». مخرجات المشروع ويشتمل المشروع على مجموعة من المُخرجات تتصل بكل مرحلة من مراحل إنجازه على المدى القصير والمتوسط والبعيد، من بينها مؤشر العمارة الذي يعد قاعدة بيانات معمارية شاملة، وهي مرجع بحثي يجمع بين البحوث الحالية والجديدة حول بيئة البناء الموجود المخطط له في الدولة. ويمكن للطلاب والباحثين المتخصصين في تاريخ الإمارات ومشهدها الحضري الاستفادة منه، كما يوفّر توجيهات لصناع القرار في مجال صون المباني وتخطيطها وتطويرها، وقد تم إعداد المشروع ليكون أول مؤشر مرجعي تعاوني للعمارة على المستوى الاتحادي للعمل على توثيق مشهد البناء في الدولة وإيجاد المزيد من المعرفة والوعي حولها. كما سيتم تأسيس معهد زايد لبحوث الهندسة المعمارية، ويكون مقره في جامعة زايد ويهدف إلى توفير فرص البحث وتنمية المعرفة والمشاركة في التواصل مع المجتمع حول موضوعات الهندسة المعمارية في دولة الإمارات. ويعمل المعهد على إدارة وتحديث مؤشر العمارة في الإمارات، وتوجيه المشاريع البحثية الجديدة وكذلك نشر الأعمال وعرضها للجمهور العام. وسيتم إعداد نموذج لمنهج دراسي يركّز بشكل خاص على مشهد العمارة محلياً وإقليمياً وذلك بالتعاون مع الشركاء المختلفين. ويمكن تدريس المنهج هذا في الجامعات المحلية والعالمية أيضاً. ومن ضمن مخرجات المشروع إصدار كتاب بعنوان مساحات التعايش يتناول المساحات المنتشرة في أرجاء الدولة سواء المساحات الدينية أو المراكز الثقافية أو أماكن التواصل والتعلم. بيوت زايد.. ديمقراطية الصحراء يشمل المشروع إقامة معرض وإصدار كتاب بعنوان «بيوت زايد: ديمقراطية الصحراء»، فقد جسّدت شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الروح البدوية الأصيلة وصفات القائد العظيم، إذ كان يقضي معظم وقته في التنقل بين أرجاء الإمارات للتواصل مع أبناء المجتمع والإشراف على تنفيذ المشاريع التنموية. وكان الشيخ زايد، رحمه الله، يستقبل أبناء المجتمع في مجالسه للتشاور معهم وتوفير الدعم لهم، وكانت منازله هي المقرات التي يستقبل فيها زواره ويمارس فيها ما اصطلح على تسميته «ديمقراطية الصحراء»، واتخذت هذه البيوت أشكالاً مختلفة تتنوع بين الاستراحات والبيوت والمزارع والحصون الموزعة في أنحاء الدولة. سيتم تقديم المشروع في إطار معرض دولي وكتاب خاص يلقي الضوء على مختلف أشكال تلك المنازل وعلى المبادئ المشتركة ما بينها التي سمحت بممارسة «ديمقراطية الصحراء»، وسيتم عرضه خلال معرض إكسبو 2020 للاحتفاء بأسلوب القيادة الذي تميّز به المغفور له الشيخ زايد.

مشاركة :