تحتل ثورة الشعب المصري عام 1919 موقعا مهما في سجل تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وحظيت الثورة بالعديد من الدراسات والكتابات التي سبرت غورها ودرست إرهاصاتها وتفجرها وكذلك أثرها على شتى مناحي الحياة في مصر. وفي إطار الاحتفاء بمئوية الثورة ، أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة في سلسلة ذاكرة الكتابة في عددها 212 طرح كتاب "ثورة مصر 1919 دراسة تاريخية وتحليلية" للدكتور عبد العزيز رفاعي. والكتاب يأخذ فترة محددة بالدراسة التحليلية تبدأ من العام 1914 ، إذ بدأت الحرب العالمية الكبرى الأولى، وحتى عام وضع الدستور المصري 1923. وهو محاولة لدراسة ثورة شعب مصر عام 1919، دراسة علمية قائمة على النقد والتحقيق مستندة على أصدق الوثائق والمراجع التاريخية، مصدرة بمقدمة وتمهيد، ومبلورة في أربعة عشر فصلا، تناولت ثورة الشعب في حقيقتها، ومراحل تطورها وأهميتها التاريخية. وتضمن الكتاب عرض الجوانب غير السياسية للثورة وأثرها على حياة المصريين، فقد جاءت بزاد فكري واجتماعي جديد للشعب كان مصدر ثقة وإلهام كما كان هاديا للشعب للصعود إلى مرحلة أعلى.واستعرض كيف أن من نبع هذه الروح التي غرستها الثورة أخذ الوعي الاجتماعي يتجلى مبكرا، بين القوى الشعبية الصاعدة التي قام على أكتافها العمل الثوري، فنشطت الحركة العمالية وسرت روح التعاون بين العمال وانتشرت الجمعيات في ربوع مصر.كما أن من أثر الثورة أن قامت الدعوة لمتابعة البعث الاقتصادي الذي بدأ قبل الثورة في الفترة قبل بداية الحرب العالمية الأولى فجاءت انطلاقة طلعت حرب ومبادرته التي سانده فيها كافة فئات الشعب بتأسيس بنك مصري.