الحرف الموريتانية والجزائرية حلقة نقاشية في أيام الشارقة التراثية

  • 4/15/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد أيام الشارقة التراثية في نسختها الـ 17، التي ينظمها معهد الشارقة للتراث بمشاركة 60 دولة، جلسات نقاشية وعروض فلكلورية وإقبالا جماهيريا كبيرا. في جلسة حوارية ونقاشية شيقة تحدثت عن الأدوات المستخدمة والحرف القديمة في موريتانيا، وصناعة الزربية في الجزائر، عرض المحاضرين مقارنات للصناعات التقليدية في القدم وكيف تطورت الآن وأهم التحديات والأسباب لتحول الصناعات، بسبب تطورات الحياة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.وتحدث الدكتور أحمد الهلال في بداية الجلسة عن الصناعة التقليدية في موريتانيا وآفاق تنميتها، التي تمثل تراث حي لبساطة الأدوات التي يصنع منها والذي لا زلنا نعيش فيه ومازال ينتج منتجات يستفيد منها المجتمع، ويلبي احتياجات المواطن الموريتاني.وأضاف أن المرأة كانت تقوم بالتطريز، وهي حرفة تخضع لفئة معينة، مشيرًا إلى أن أصحاب الصناعات التقليدية هم الأفضل، لإنتاجهم سلع جيدة، متطرقًا إلى حرفة صانع السلاح، وصانع الأدوات الموسيقية.وتابع: كل الأدوات التي يستخدمها المجتمع هي من استخدام الصانع التقليدي، حتى المعدات الفنية، لافتًا إلى الأداة التي يستخدمها صانع الجلود والخيم البدوية، إذ أن الخيمة البدوية كان جميع الأجداد يعيشون فيها، وفيها الكثير من الأدوات المصنوعة من صانع الحرف اليدوية، مبينًا أن هناك أداة مزخرفة كانت تستخدم لتثبيت الجياد.وقال إن نفس الأدوات التي توضع في الخيمة كان يحملها الرحالة ببساطة وسهولة معهم على ظهر الجمال، لافتًا إلى أن الحرف اليدوية تواجه تحديات كثير في الوقت الحالي لكثرة الطلب عليها وقلة صانعيها. وأشار إلى أن الخيم في موريتانيا يصل سعرها إلى ألف دولار، وأصبح عليها طلب كثير، لافتًا إلى الأواني التي تستخدم لوضع الحليب بداخلها، وما زالت موجودة حتى الآن، والذراعة الموجودة في القدم وقارنها بالمتطورة الآن.وبين أن من ضمن التحديات التي تواجه الصناعات التقليدية في موريتانيا، كثرة المواد المستوردة، واختفاء صناع الحرف التقليدية، وعدم وتوريثها لأبنائهم، وقلة الموارد اليدوية، وشح الأدوات اليدوية، وكثرة الزخارف التقليدية المستوردة، والنظرة الاجتماعية واحتكارها، وعزوف الشباب عن ممارستها، وندرة المشاركات في الفعاليات الدولية. بدورها، تحدثت الدكتورة سميرة امبوعزة، من الجزائر، عن صناعة الزربية الأمازيغية، أو سجاد البربر كما يسميه العرب، وهو نوع من المنسوجات اشتهرت به منطقة شمال أفريقيا قديما وحديثا.وتابعت: تختلف الزربية الأمازيغية من منطقة إلى أخرى، فلكل منطقة في بلاد القبائل الأمازيغية أشكالها وألوانها مفضلة، وقد يمتد الاختلاف والتنوع إلى القبيلة نفسها.ولفتت إلى الألوان المستعملة التي تعكس طبيعة هذه المناطق في الجزائر، كما أن كل منطقة تستخدم أنواعا من الصوف العالي الجودة حسب خصوصيتها.وبينت بأن النساء الأمازيغيات احتفظنا بالتقنيات القديمة في صناعة السجاد الأمازيغي، لكن مع بعض التطوير، وذلك يتجلى في السرعة أولًا، وتشكيل ألوان كثيرة في وقت قصير. وكانت نفس العملية تأخذ وقتا أطول في السابق. وتستعمل النساء الصوف الطبيعي لحياكته، ويتم تمشيط الصوف وغزله بأدوات تقليدية.وأشارت إلى أن الألوان من المصادر الطبيعية، حيث يتم استعمال جذوع الأشجار، وأوراق الأعشاب، وقشور الرمان وأنواع من المعادن. وتغمر خيوط الصوف في الماء الملون المغلي، وتترك لبعض الوقت ثم تسحب من الماء وتترك لتجف تحت أشعة الشمس قبل البدء في استعمالها لحياكة السجاد على المنسج اليدوي، الذي يتطلب دقة متناهية في وضعه حتى تنسج الزخارف بشكل متساو.وتحدثت عن آلية صناعة الزربية التي تحتاج إلى المهارة في اختيار الألوان وتناسقها، لتصبح في النهاية لوحة فنية ذات تعبير له قراءة مختلفة، تعبر عن حياة وتقاليد منطقة أو قبيلة معينة.وهي مزينة بأشكال هندسية بسيطة مثل المعين والمثلث والمستطيل وكذا المربعات.وتابعت أن هناك عدد من الزرابي الأمازيغية القديمة المعروضة في متاحف عالمية لما لها من قيمة فنية، تاريخية وأنثروبولوجية.وكان الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة افتتح فعاليات الدورة الـ 17 من أيام الشارقة التراثية فى 2 ابريل، وتتواصل حتى 20 ابريل الجارى تحت عنوان " حرفة وحرف".

مشاركة :