هل الحكم السعودي ظالم أم مظلوم؟ وبطبيعة الحال فإنني أعني في المنافسات المحلية. 6 جولات فقط مرت حتى الآن من الدوري ظلم فيها الحكام الأندية بصورة تجاوزت الحد الطبيعي من الأخطاء المقبولة وأنا هنا لا أعتمد على تصريحات مسؤولي الأندية أو الإعلاميين قدر اعتمادي على آراء المحللين التحكيميين أو لقاء الحكام الشهري وهي أخطاء لا أصنفها تحت بند التعمد لكنني أعتقد أن الحكم يدخل المباراة وهو غير مهيأ نفسياً وربما فنياً لإدارتها فهو يفكر في ردود الفعل التي تعقب المباراة حول قراراته وردود فعل مضت على قرارات سبق أن اتخذها وهذا يؤثرعلى إدارته للمباراة بل حتى وإن دخلها وهو في كامل جاهزيته فقد يتأثر بأي رد فعل على أحد قراراته سواء من اللاعبين أو الجماهير أو الإداريين حتى وإن كان قراراه صحيحاً وكان واثقاً من صحته. والحكم هنا ظالم لنفسه عندما لايكون أهلا لإدارة المباراة وظالم لنفسه عندما يدخل سلك التحكيم وهو غير مؤهل أو لا يملك الكفاءة لذلك والتأهيل هنا أوالكفاءة لا تعني المؤهل الأكاديمي أوالخبرة الميدانية كلاعب سابق مثلا ولا حفظ القانون والنجاح في اختبارات التحكيم لكنها تعني في المقام الأول القدرة على تطبيق ذلك نصاً وروحاً على أرض الميدان. وهو مظلوم من منسوبي الأندية ومن الإعلام باتهامه في ضميره وأمانته وتجاوز حدود النقد معه حتى وصل الأمر للتصريح باتهامه بتعمد خسارة فريق أو فوز آخر وهي اتهامات لو حدثت في الدوري الأوروبي ربما تم شطب صاحبها نهائيا واتخاذ قرارات رادعة بحقه. وهو مظلوم من لجنة الانضباط لأنها لم تنصفه من هذه الاتهامات ولم تطبق لوائحها الصريحة والواضحة وتفاوت قراراتها تجاه جهة وأخرى رغم تطابق الحالة. وربما كان مظلوماً من لجنة الحكام في لقائها الشهري وهو لقاء يحسب للجنة الحالية ولرئيسها عمرالمهنا ويمثل نقطة إيجابية بإعلان الأخطاء وشرحها في لقاء مفتوح يحضره الإعلام ومنسوبو الأندية يتجاوز في إطاره كشفها وتصحيحها إلى تثقيف المتلقي وتبصيره بالحقائق وعلى الحكم أن يتقبل اللقاء وما يدور فيه إذا كان واثقاً من نفسه مدركاً أنه بشر لكنني قد أتفق معه في أسلوب النقاش والطرح وما يجب أن يكون عليه. في الاجتماع الأخير للجنة تشكى بعض الحكام من أسلوب أحد زملائهم في المناقشة وطريقته لدرجة أنهم طلبوا إبعاده وتغييره بشخص آخر. لا أدري كيف يدورالنقاش في الاجتماع والحوار لكن من المؤكد أنه يحتاج لثقافة معينة تكون مقبولة لدى المتلقي (المخطئ) وليست نوعاً من تصفية حسابات أو فرض شخصية أوالتفرد بالرأي وفرض هذا الرأي إذ إن الهدف منه التصحيح والوصول لقناعات مشتركة بين كل الأطراف حول الأخطاء محل النقاش. الحكم يتعامل مع آلاف الجماهير داخل الملعب وخارجه وما يزيد عن 50 شخصاً في الميدان بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومع رجال الإعلام ويحتاج لإتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية في بضع ثوان وألا يخطئ في نظر البعض وهذه تتطلب مواصفات معينة في الشخص وهي لا تكفي إذا لم تعزز بالتطوير والتأهيل أو ما يسمى بالتدريب على رأس العمل. الحكم بحاجة إلى دورات تثقيفية ليست في القانون فقط ولكن أيضا في علم النفس الرياضي والاجتماعي وفي العلاقات العامة وإدارة الموارد البشرية ومواجهة الجمهوروكيفية التعامل مع هذه الأطراف، كل هذه الأمور تمر على الحكام خلال 90 دقيقة ومطلوب أن يتعامل معها بنجاح وإذا لم يكن مهيأ لهذا أو هيأناه له فهو ظالم وهو مظلوم. والله من وراء القصد،،
مشاركة :