كانت لقمة العيش هي المسعى الوحيد له في حياته، لم يكن من ذوي التطلعات إلى الثراء الفاحش، كان أمله في الحياة أن يعيش مستورا وسط أهالي قريته الذي نشأ بينهم.كان عفيف المقاصد ولا ينطق لسانه بالسوء..هكذا عاش ماهر المحمدي ابن قرية الروضة ببركة السبع بمحافظة المنوفية عاش حياته عاملا في الخرسانة، يستيقظ كل صباح يؤدي صلاة الفجر ثم يعود مسرعا الي منزله يتناول إفطاره بين أبنائه وزوجته ووالدته الذي تعيش في كنفه، ثم ينطلق مسرعا إلى مكان العمل تلاحقه دعوات والدته بالستر والصحة وأن يرزقه الله برزقهم. إلى أن جاء اليوم الذي خرج ماهر من منزله ولم يعد لأن عودته هذه المرة كانت لمقابر قريته .استيقظ ماهر فجرا كعادته وصلى فجره، وتناول إفطاره وخرج إلى عمله وفي الساعة الواحدة ظهرا جلس وسط أصدقائه في العمل لتناول الغداء وبعد الانتهاء قام ليؤدي صلاة الظهر ثم عاود عمله مرة أخرى وسط رفاقه وأثناء العمل فوجئ الجميع بصوت ارتطام شديد فأسرعوا لاستطلاع الأمر ففوجئوا بصديقهم مغشيًا عليه وفوق رأسه قطعة حديدية ضخمة سقطت فوق رأسه من الطابق الخامس وتم نقله للمستشفى ولكن قدر الله كان أسرع من إنقاذ الأطباء له وصعدت روحه الطاهرة لربها .وودع ماهر الدنيا شهيدا فى عمله وشيعت جنازته وسط بكاء ونحيب أهالي قريته الذين بكوا فيه أدبه وحسن خلقه.
مشاركة :