«كامكو»: أسعار النفط تصل إلى أعلى مستوياتها في 5 أشهر

  • 4/16/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تلقت أسعار النفط، التي بدأت في الارتفاع منذ بداية العام، مزيدا من الدعم خلال الشهر في ظل خفض إنتاج «أوبك» لمستويات ما قبل أزمة النفط. وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار، ارتفعت أسعار العقود الفورية للنفط إلى المستوى المرتفع عند سعر 70 دولارا للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن ذلك الارتفاع توقف إثر صدور تقرير مخزونات النفط الأميركي، حيث أظهر أحدث التقارير الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية زيادة مخزونات النفط الأميركية بأكثر من 7 ملايين برميل يومياً، بما يتجاوز توقعات المحللين، ووصلت إلى أعلى مستوياتها في 17 شهرا عند 456.55 مليون برميل. وتعزى تلك الزيادة الهائلة في المخزون لقيام الولايات المتحدة برفع الإنتاج بوتيرة قياسية بلغت 12.2 مليون برميل يومياً، الأمر الذي وضعها في صدارة أكبر الدول المنتجة للنفط قبل روسيا والسعودية. إلا أن التراجع الحاد في مخزونات البنزين ساهم في دعم أسعار النفط، حيث يمكن لمصافي التكرير استيعاب المخزون الزائد من الخام قبل ذروة موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة. وأدت الفجوة التي ظهرت في الآونة الأخيرة بين العرض والطلب إلى دفع أسعار النفط إلى الارتفاع بوتيرة ثابتة، إلا أن تقلص تلك الفجوة يعزى في المقام الأول إلى عوامل العرض. فخلال مارس 2019، بلغ إنتاج أعضاء «أوبك» أدنى مستوياته في عدة سنوات بمعدل إنتاج 30.4 مليون برميل يومياً، حيث خفض جميع المنتجين تقريبًا الإنتاج استنادًا إلى الحصص المقررة لكل منهم، وذلك بخلاف انخفاض الإنتاج في فنزويلا. نسخة معدلة نتيجة لذلك، بلغ معدل التزام دول «أوبك» بالحدود المتفق عليها ضمن الاتفاقية المبرمة بين «أوبك» وحلفائها ما نسبته 155 بالمئة في مارس 2019 مقابل 104 بالمئة في فبراير 2019. كما ساهمت الدول غير الأعضاء في «أوبك»، بما في ذلك روسيا وكازاخستان، في خفض الإمدادات، على الرغم من وجود ضغوط لزيادة الإنتاج في يونيو 2019. كما تشير التقارير إلى أن هناك محادثات دائرة بشأن إصدار نسخة معدلة من اتفاقية خفض الإنتاج إذا استمر تراجعه في إيران وفنزويلا خلال الأشهر المقبلة، وحافظت أسعار النفط على ارتفاعها. من جهة أخرى، تلفت المؤشرات إلى أن وتيرة نمو إنتاج النفط الأميركي قد تكون أقل من التوقعات السابقة، فوفقا لما أفادت به شركة ريستاد إنيرجي Rystad Energy، من المتوقع أن يتراجع إنفاق شركات التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة بنسبة 6 في المئة هذا العام، وتلك هي الأوضاع المعتادة لشركات التنقيب والإنتاج الصغرى مقارنة بالجهات الكبرى ذات التمويل الجيد. إلا أن تأثير انخفاض الإنفاق الموجه للإنتاج لن ينعكس إلا على إنتاج العام المقبل، وهو الأمر الذي بدا واضحا في أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن نمو إنتاج النفط الأميركي، حيث رفعت الوكالة توقعات الإنتاج للعام الحالي، إلا أنها خفضته قليلاً لعام 2020. وذكر تقرير آخر أن عمليات اكتشاف النفط في الولايات المتحدة تتراجع بوتيرة أسرع. تراجع الثقة ووفقًا لهيئة السكك الحديدية في تكساس، لم يتم الإعلان عن أي اكتشافات نفطية في ولاية تكساس الأميركية في مارس 2019 مقابل تسجيل اكتشاف واحد في كل عام من العاميين السابقين. إلا أنه يتوقع أن تؤدي زيادة الكفاءة في استخراج النفط إلى وضع حد للتراجع الناتج عن خفض انخفاض الإنفاق الرأسمالي. أما على صعيد الطلب، فما زالت الثقة متراجعة بسبب ضعف البيانات الاقتصادية للاقتصادات المتقدمة، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا. حيث خفضت «أوبك» توقعاتها للطلب على النفط في عام 2019 هامشيا، في حين أبقت وكالة الطاقة الدولية على نظرتها المستقبلية للطلب على النفط دون تغير، إلا أنها ألمحت إلى اختلاط بيانات الطلب، نظرا لضعف النمو الاقتصادي. وارتفعت أسعار النفط متخطية حاجز 70 دولارا للبرميل خلال الأسبوع الثاني من أبريل 2019، وذلك في أعقاب الارتفاع القوي الذي سجلته في مارس 2019. حيث ارتفعت أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 40 في المئة في 9 أبريل 2019، مقارنة بمعدلاتها المنخفضة في ديسمبر 2018، في حين يعزى بصفة رئيسة لقلة إمدادات منتجي «أوبك». وارتفع متوسط أسعار معظم درجات النفط المختلفة في مارس 2019 مقارنة بشهر فبراير 2019، حيث ارتفع متوسط سعر خام «أوبك» بنسبة 4 في المئة على أساس شهري في مارس 2019، وصولا إلى 66.4 دولارا للبرميل، مسجلا أداء إيجابيا للشهر الثالث على التوالي. وارتفع متوسط سعر خام النفط الكويتي بنسبة أعلى هامشيا بلغت 4.5 في المئة ليصل سعره في المتوسط إلى 66.8 دولارا للبرميل، في حين سجل متوسط سعر مزيج خام برنت ارتفاعا بنسبة 3.3 في المئة، وصولا إلى 66.1 دولارا للبرميل. إلا أن الارتفاع الشديد في مخزونات النفط الأميركية ساهم في وضع حد لارتفاع الأسعار.

مشاركة :