برعاية كريمة وتشريف من فخامة رئيس الجمهورية الباكستانية الدكتور عارف علوي المؤتمر العالمي " رسالة الإسلام " في دورته الرابعة يختتم أعماله في العاصمة الباكستانية إسلام أباد بتنظيم من جمعية مجلس علماء باكستان ، مساء يوم أمس الأحد التاسع من شهر شعبان 1440هـ، الموافق14أبريل 2019م، حيث رأس وفد المملكة بالمؤتمر فضيلة وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل، كما كان ضيف الشرف للمؤتمر فضيلة إمام المسجد الحرام الدكتور عبدالله بن عواد الجهني بمشاركة علماء ومفكرين ودعاة من عشرة دول إسلامية . وناقش المؤتمر بمشاركة نخبة من العلماء والدعاة والمفكرين ورؤساء الجماعات الدينية من عشرة دول إسلامية عدداً من المحاور هي: وسائل جمع كلمة شعوب الأمة العربية والإسلامية لمواجهة الفتن والتحديات، وآليات نشر منهج الوسطية والاعتدال وتعزيز السلم ونبذ العنف والتطرف والإرهاب في العالم، وطرق الحماية والإغاثة والمساعدة للمستضعفين من المسلمين والأقليات المسلمة والدفاع عن المضطهدين، ومكانة المملكة وقيادتها الرشيدة في قلوب المسلمين وأهمية الدفاع عنها وإبراز دورها الرائد لدعم وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، كما ناقش أهمية القضية الفلسطينية ومكانة القدس الشريف، ووسائل مساعدة ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق. وصدر عن المؤتمر أحدى عشر توصية جاءت الأولى منها : الإشادة الكاملة بجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وبمتابعة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وتقدير خدماتهم للإسلام والمسلمين ورعاية الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين ، ونشر سماحة الدين وعلوم القرآن والسنة والوسطية والاعتدال ، ودفاعهم عن قضايا الأمة وتعزيز دورها لمواجهة التحديات ، وسعيهم المتواصل لتوحيد كلمة المسلمين ووحدة صفوفهم ، وطلب المشاركين في المؤتمر توجيه برقيتي شكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تقديرا من الجميع لجهودهم وأعمالهم المتواصلة. أما التوصية الثانية: تقديم خالص الشكر والتقدير لفخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية الدكتور عارف علوي على مشاركته الفاعلة وحضوره المهم لافتتاح المؤتمر ، والشكر موصول لدولة رئيس وزراء باكستان على جهوده المخلصة لتعزيز السلم والسلام والأمن والاستقرار في المنطقة وفي مختلف دول العالم ، والشكر والتقدير لمجلس علماء باكستان على تنظيمه لهذا المؤتمر وحسن الاستقبال والاستضافة واختيار المواضيع والمحاور المناسبة لتعزيز مصالح الأمة والدفاع عن قضايا المسلمين وأمنهم واستقرارهم . وجاءت التوصية الثالثة: التأكيد على أهمية دور العلماء والدعاة وخطباء المساجد والإعلاميين لتعزيز السلم والسلام والتسامح والتصالح بين شعوب العالم، وحث المسلمين والأقليات المسلمة وخاصة المقيمين في الدول غير الإسلامية للتفاعل والاندماج والتعايش مع شعوب العالم، واحترام الأنظمة والتعليمات الداخلية لتلك الدول، والتحذير من المصادمات والعنف والتطرف والانحراف والتشدد المتعارض مع سماحة الإسلام. والرابعة نصت على تشجيع الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والأئمة والخطباء ورجال العلم والإعلام ومطالبتهم بالتركيز على تكثيف البرامج التربوية داخل المجتمعات الإسلامية، ونشر القيم والآداب والأخلاق الإسلامية في قلوب وعقول الشباب، وتنشأتهم على محبة الله ورسوله ومحبة الدين ومحبة الحرمين الشريفين وتأصيل أهميتهما وضرورة حمايتهما، وتعزيز استقرار المجتمع وحماية الشباب من التطرف والإرهاب والفساد والمفسدين. فيما جاءت التوصية الخامسة على توجيه الدعوة للعلماء والمتخصصين والدعاة والتربويين والإعلاميين وحثهم على مواصلة جهودهم المباركة لتوعية المسلمين ونشر المنهج المعتدل ورفض الخلافات المذهبية والانتماءات الحزبية والعنف والتطرف والإرهاب. ونصت التوصية السادسة على المطالبة بالحلول العادلة للقضية الفلسطينية وعدم التفريط بالأراضي والحدود والحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني من الكيان الصهيوني الغاشم. ورفضت التوصية السابعة الدعوات المغرضة والمطالبات الباطلة التي تنادي بها بعض الدول الحاقدة لتسيس فريضة الحج واستغلال موسم الحج لتشويه صورة المملكة وقيادتها، وزعزعة أمن الحج واستقرار وسلامة الحجاج ونشر الإشاعات والفوضى والمعلومات المغلوطة والأخبار الكاذبة التحريضية لمخالفة الأنظمة والتعليمات. وفي الثامنة استنكر المؤتمرون الحوادث الإرهابية والاعتداء على الأبرياء في مختلف الدول، وشجب الهجوم الإجرامي الذي حدث داخل المسجدين بنيوزلندا ونتج عنه استشهاد مجموعة من المسلمين الآمنين. وفي التوصية التاسعة قدم المشاركون بالمؤتمر خالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء والمصابين وضحايا حادثة نيوزلندا الإرهابية، وتقدير دور حكومة نيوزلندا الإنساني وتعاملها مع هذا الحادث المؤلم وتعبيرهم الواضح عن حجم احترامهم للإسلام والمسلمين. وناشد المشاركون بأعمال المؤتمر في التوصية العاشرة القادة والعلماء والدعاة والدول والمنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية ونطالبهم بنشر المنهج الوسطي المعتدل، وتعزيز السلم والسلام والتسامح، وإعداد خطة إعلامية إعلانية تعليمية متكاملة لمحاربة الأفكار الضالة والمنحرفة، والتصدي للتيارات والجماعات المتطرفة، وحماية شباب الأمة من الإرهاب والتشدد. وأختتم المشاركون بأعمال المؤتمر توصياتهم مجددين شكرهم وتقديرهم للمملكة وقيادتها الرشيدة على دورهم ودفاعهم الثابت عن القضية الفلسطينية، ورفض القيادة السعودية للقرارات الباطلة للسيطرة على هضبة الجولان الأرض السورية المحتلة، وتقدير جميع مواقف المملكة ومساندتها للحكومة اليمنية الشرعية ودفاعها عن حقوق الشعب اليمني ورفض الأعمال العدوانية من العصابة الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران وحلفائها ، ومطالبة جميع دول العالم والمنظمات والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري لوقف تدخلات وتجاوزات إيران ومنعها من التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية ، ومحاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار والسلم والسلام العالمي . وفي ختام المؤتمر تم تكريم المشاركين ورؤساء الوفود والبعثات والرعاة، فيما قدم وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل درع الوزارة لرئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر الأشرفي نظير إسهامات وجهود المجلس في رعاية وتنفيذ المؤتمر، كما التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
مشاركة :