أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية د. الشيخ عبدالله بن احمد آل خليفة، أن القضية الفلسطينية وقضية القدس كانت وستظل قضيتنا الاولى في البحرين، ونقدم كل الدعم وتبقى في وجداننا، والأهم من ذلك العمل سويًا، وليس في وزارة الخارجية فقط، فنحن نستلهم من القيادة ورؤية العاهل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، التأكيد على أهمية محورية وجوهرية قضية القدس. وقال: «نحن كمسؤولين في الدولة، وفي وزارة الخارجية نعمل دائما مع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة، على ان تبقى هذه القضية في اولوية سياساتنا الخارجية في كافة المحافل الدولية، وكذلك ينعكس الأمر على برلمان البحرين، حيث يعمل مجلس النواب من خلال اللجنة الدائمة على مناصرة فلسطين، وتعمل هذه اللجنة دائمًا على مناصرة الاخوة والاشقاء في فلسطين وتبقى هذه القضية لها اولوية في مجلس النواب».وزاد: «وفيما يتعلق بالعمل المؤسسي المجتمعي، تعمل المؤسسة الخيرية الملكية منذ سنين مع الجهات المعنية وبالتنسيق مع سفارة فلسطين لدى المملكة»، مثمنًا دور السفير الفلسطيني طه عبدالقادر على دعمه وتعاونه، مشددا على «أنه ما يهمنا في الامر كاصحاب خبرات وباحثين وصحفيين وإعلاميين التعرف على معلومات ثرية من خلال محاضرة الخبير الفلسطيني المقدسي د.خليل التفكجي، حيث استعرض بالجغرافيا والتاريخ والصور والخرائط والمعلومة، الحقائق التاريخية والواقع حاليا وممارسات الكيان الصهيوني من محاولات تغيير بل طمس معالم مدينة القدس القديمة وبناء مستوطنات»، مؤكدًا «ان البحرين قيادة وحكومة وشعبا تقف جنبًا الى جنب مع الاشقاء وستبقى قضية القدس قضيتنا الاولى دائمًا وأبدًا». وردا على سؤال لـ«الأيام» حول انعكاسات الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية على قضية القدس خاصة، أكد د.خليل خليل التفكجي أن كل الخلافات سواء بين حماس وكل التنظيمات الاخرى تختلف فيما بينها الا على قضية القدس، مشددا على أن كل التنظيمات الفلسطينية تتفق على ان القدس غير قابلة للتقسيم وغير قابلة للخلافات حولها، وذلك لان القدس تجمع ولا تفرق، ويمكن ان تكون هناك خلافات سياسية بين اطراف معينة لكن في قضية القدس نشاهد اليسار واليمين الفلسطيني، والمتدين وغير المتدين، يتفقون على ان القدس غير قابلة للتقسيم او قابلة للخلافات، وهذا ما شاهدناه في قضية البوابات، حيث المسيحي والمسلم، والعلماني والمتدين وغير المتدين، وقفوا وقفة واحدة امام هذه الموضوع. إذن قضية الخلافات تذوب امام قضية القدس. وبشأن دعوته العرب والمسلمين بزيارة داعمة للقدس واهلها، قال: «هذه الزيارة تعزز وتدعم فلسطينيي القدس معنويًا وأدبيًا وماديًا من خلال زيارة مدينة القدس العربية بكل تفاصيلها، والمسجد الاقصى، وكنيسة القيامة وكل معالمها، والشراء من محلاتها لعمل رواج تجاري، والاقامة في فنادقها والاكل بمطاعمها فعلى الرحب والسعة وهذا هو المطلوب، مطالبا المؤسسات الاجتماعية والصحية التعليمية بالدول العربية والاسلامية بعمل توأمة مع جمعيات نظيرة لها في القدس لدعم اهل القدس»، مشيرا إلى «ان المملكة المغربية اشترت مؤخرا بيتا من فلسطيني وقامت بتحويله الى المركز الثقافي المغربي بتكلفة 6 ملايين دولار»، مثمنا خطوة المغرب وتوجهها. جاء ذلك على هامش المحاضرة التي نظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» صباح أمس –الاثنين – والمعنونة بـ«القدس.. الحق والحقيقة توثيقًا لمعالمه»، والتي ألقاها الباحث الفلسطيني في شؤون التراث العالمي مدير قسم الجغرافيا والخرائط بجمعية الدراسات العربية بالقدس د خليل التفكجي، والتي تأتي ضمن سلسلة «حوارات فكرية» وينظمها مركز «دراسات»، وبحضور مدير مركز دراسات وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الدولية د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وبعض النواب وممثلي بعض الوزارات المعنية، وسفير فلسطين لدى المملكة طه عبدالقادر، وسفير المملكة الاردنية الهاشمية رامي الوريكات، وسفير المملكة المغربية احمد الخطابي، والقائم باعمال السفير العراقي لدى المملكة، وممثل لسفارة سلطنة عمان، وعدد من الدبلوماسيين والكتاب والصحافييين والإعلاميين والمهتمين. وحول عدد سكان الفلسطينيين تاريخيا، اشار التفكجي الى أن عدد السكان يبلغ نحو ستة ملايين في مقابل 8 ملايين، وفي الدراسات التاريخية تتحدث ان في عام 2040 سيكون عرب ويهود ما بين النهر والبحر سيبلغ عددهم بالتوازي، ومن ثم ينقلب الميزان للصالح الفلسطيني، بحيث انه كان في عام 1948 كان عدد السكان الفلسطينيين داخل الدولة العبرية نحو مائة وخمسين الف فلسطيني، وحاليا زاد عددهم الى نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، واذا اضفنا اليهم نحو مليوني فلسطيني داخل الضفة الغربية، وايضا مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وصل عددهم الى ستة ملايين مقابل ثمانية ملايين في الدولة العبرية. وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين في المهجر ومدى امكانية التواصل مع فلسطينيي الداخل، قال د.خليل: «اجمالي عدد الفلسطينيين 12 مليونًا، وانا اتذكر ان احد الفلسطينيين المقيمين بالعراق انه عندما حصل على الجنسية السويدية توجه الى الجسر يريد التوجه الى بيته، وحقيقة العلاقات الفلسطينية بين الشتات والداخل الفلسطيني قوية ويأتون من الخارج ويشاهدون منازلهم وبيوتهم ويعودون، اذن الانتماء موجود ولكن نحتاج الى قضية الدعم المادي، وهناك مؤسسات تقوم بالدعم ولكن لم يصل الى المستوى المطلوب حاليا». وعن دور (الأونروا) - «وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة»، تجاه المؤسسات التعليمية الفلسطينية، بين خليل أن هذا جزء من السياسة الامريكية، ويقال انها احد شروط ترامب لما يطلق عليه بـ«صفقة القرن» حيث اوقف عمل الأونروا، ونقل السفارة، ودعم نتنياهو في سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، حقيقة هذا ما نشهده ونطالعه في الصحف، وهناك بعض التسريبات صحيحة، واخرى غير صحيحة، حول هذه الصفقة، لكن مانشاهده من ضغط اقتصادي على السلطة الفلسطينية، وضغط اقتصادي على الاردن، هذا يدل على ان هناك شيئًا ما في يلوح بالافق، وحق العودة هو ضمن اتفاقية اوسلو التي تأجلت للمرحلة النهائية، ومنها قضية اللاجئين وقضية القدس والمياه والحدود، وهذه تندرج ضمن هذا الاطار، ووقف الدعم اعتقد انه جزء من ضغط اقتصادي على الجانب الفلسطيني. وفيما يتعلق بوضع القضية الفلسطينية وما شهدته من تراجع في السنوات الاخيرة، أكد د.خليل انه بالفعل تراجعت القضية الفلسطينية نتيجة ما شهده العالم العربي في سنواته الاخيرة، وما حدث في لبنان وسوريا، وثانيا الانقسام الفلسطيني ايضا ادى الى تراجع القضية، كما تراجعت القضية في الاجندات العربية، لكن القدس بقيت كما هي. وحول تداول المعلومات المغلوطة والخاطئة في الاعلام العربي، والتي يرددها نقلا عن الكيان الصهيوني وذلك دون ان يدري، كما يستخدم المصطلحات دون ان يعرف معناها، وكان هناك اجتماع عقد مؤخرا في اسطنبول للاعلام حول ماهية القدس الشريف، حيث يستخدم بعض الإعلاميين العرب، «اللغة العبرية»، دون ان يدري، وجاء هذا الاجتماع لتوحيد المصطلحات؛ لاننا تعلمنا ان الجانب الآخر يروي رواية ونحن العرب نأخذها ونكبرها، مشددا على أن الأمر خطير جدا حتى في بعض الفضائيات، حيث يردد بعض مقدمي البرامج عن وجود حفريات تحت المسجد الاقصى، واقول لهم لا توجد حفريات تحت المسجد الاقصى، والصحيح هو حول المسجد الاقصى؛ لانني دخلت هذه الانفاق وشاهدتها، وبالتالي الإعلام له دور كبير، ولابد من التدقيق بالمعلومات والمصطلحات المستخدمة. القدس ليست للبيع وأكد الباحث الفلسطيني د. خليل التفكجي - خلال محاضرته - أن القدس ليست للبيع، وأن القدس العربية تضم حاليا نحو 35 الف فلسطيني، ويعيشون في مساحة كيلو متر مربع، اي مايعادل 167 دونمًا، مشددا على ان الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين حاليا ليس صراعا دينيا ولا سياسيا؛ بل صراعا قوميا. وكشف التفكجي عن ان اسرائيل تقوم حاليا بصدد استراتيجية 2050 بعد ان انتهت استراتيجيتها لسنة 2020، حيث تتضمن الاستراتيجية الجديدة اقامة اكبر مطار في الشرق الاوسط، ويبعد عشر دقائق عن القدس، فضلا عن اقامة خط سكك حديدية لاستقبال نحو 12 مليون سائح، وقريبًا من الاردن، لافتا الى ان السكان الفلسطينيين ستصل نسبتهم في عام 2040 الى نحو 55%. وأوضح ان قضية الهوية من بين القضايا الهامة في قضية القدس، مشيرا الى ان الانسان الفلسطيني بالقدس امامه ثلاثة خيارات، إما ان يحمل جنسية اجنبية ويزور بيته كسائح، او ان يكون فلسطينيًا وتُصادر املاكه واراضيه، او ان يحمل الجنسية الاسرائيلية. وقال الباحث التفكجي انه في عام 1917 لم تكن هناك اسرائيل بل كانت اول مستعمرة تأسست في مدينة القدس عام 1860، وانه سبق انشاء الدولة العبرية التي قامت عام 1948، جاء انشاء الجامعة العبرية 1945 فضلا عن المدارس والبنوك، لافتا الى انه في عام 1947 كانت اول الخرائط باسم القدس الدولية، والتي جاءت وفق قرار الامم المتحدة الصادر برقم 181، وموضحا ان مساحة القدس الشرقية اثنين كيلو متر مربع، بينما القدس الغربية مساحتها تسعة عشر كيلومترًا مربعًا. وبين الباحث المقدسي ان اسرائيل صادرت نسبة 35% من مساحة القدس الشرقية تحت دعوى المصلحة العامة، وذلك في الفترة من عام 1967 وحتى عام 1995، حيث اقامت اسرائيل خمس عشرة مستعمرة، مضيفا «في عام 1973 كانت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل؛ فوضعت مخططا استراتيجيا يحدد عدد سكان العرب اجمالا بنسبة 22% من اجمالي عدد السكان، وكما تمت السيطرة على نسبة 87% من السكان بهدم المنازل وسحب الهويات». لغة الأرقام واستعرض التفكجي عدد سكان العرب بالقدس الشرفية عام 1967، حيث بلغ عددهم نحو سبعين ألف فلسطيني، اما في عام 2018 فبلغ عدد السكان العرب نحو ثلاثمائة واربعين ألفًا في مقابل مائتي وعشرين الف اسرائيلي، مشيرا الى ان عدد المدارس العربية في القدس عام 1967 كانت عربية مائة بالمائة، اما في عام 2018 فاصبحت نسبة المدارس العربية في القدس نحو 35%، وفي المقابل تسيطر اسرائيل على المدارس في القدس بنسبة 65% حاليا. كما بلغ عدد سحب الهويات نحو 105 عام 1967، بينما بلغ عدد سحب الهوبات نحو 14371 في عام 2015، وموضحا ان الحي اليهودي بالقدس كانت مساحته قبل عام 1948 خمسة دونمات، وزادت مساحته الى نحو مائة وثلاثين دونمًا، والان بلغ عدد الفلسطينيين في القدس نحو 35 الف فلسطيني.
مشاركة :