إندبندنت التركية خطاب بالإنكليزية مترجم إلى التركية بتمويل سعودي

  • 4/16/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت التساؤلات بشأن الجدوى الإعلامية التي تودّ السعودية تحقيقها داخل السوق التركية وباتجاه الرأي العام في تركيا مع إعلان المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق عن إطلاق موقع إندبندنت باللغة التركية. ويأتي إطلاق النسخة التركية في إطار مشروع المجموعة السعودية لإطلاق مواقع الإندبندنت باللغات العربية والتركية والأردية والفارسية. وسبق لهذا المشروع السعودي البريطاني أن أطلق موقع إندبندنت باللغة العربية في يناير الماضي. وتقوم الشراكة بين المجموعة السعودية وصحيفة إندبندنت البريطانية على ترجمة مقالات يوفرها الموقع البريطاني، وتقديم إنتاج يلتزم بالحرفية والموضوعية والحياد وفق معايير الصحيفة البريطانية. وأعلنت المجموعة السعودية عن تعيين الإعلامي والمحلل السياسي التركي محمد زاهد جول رئيسا لتحرير إندبندنت التركية. ياوز بيدر: إدارة أردوغان لا تمتلك الحدّ الصفري لاحترام الصحافة الحرّة ياوز بيدر: إدارة أردوغان لا تمتلك الحدّ الصفري لاحترام الصحافة الحرّة وترى أوساط إعلامية عربية أن الموقع باللغة التركية سيكون مقيّدا بشروط الصحيفة البريطانية الأم، وسيعمل من إسطنبول، على نحو يطرح أسئلة بشأن القدرة على تقديم محتوى يعبّر عن الموقف السعودي، لاسيما المرتبط بخيارات تركيا الإقليمية تحت قيادة الرئيس طيب رجب أردوغان. ورحب ياوز بيدر رئيس تحرير “أحوال تركية” بالمنافسة التي تأتي بها إندبندنت التركية إلى ساحة الإعلام، خصوصا في ظل مشهد إعلامي تركي مفكك قامت منظومة أردوغان بتوجيه العديد من الضربات له. وقال بيدر في تصريح لـ”العرب” إن “إدارة الرئيس التركي لا تمتلك الحدّ الصفري لاحترام الرأي الآخر والصحافة الحرّة. وقد تحولت الصحافة في تركيا إلى منابر للتصفيق والتأييد غير المشروط لمشروع سياسي لا يلتزم الحقيقة، حيث تخضع 93 بالمئة من الصحافة التركية اليوم لسيطرة الحكم بشكل مباشر أو عبر واجهات”. وطالب بضرورة دخول مؤسسات عربية على الخط لتوضيح ما يجري في المنطقة لقارئ تركي مهتم ولتبديد الخرافات التي تحيط بأردوغان والتي عمل على ترويجها في البلاد العربية. وقال إعلامي تركي معارض لسياسة أردوغان “من المبكر الحكم على قيمة محتوى الموقع بعد يوم من إطلاقه، لأننا بحاجة إلى قراءة واقعية تتضح خلال الأسابيع المقابلة”. لكنه تساءل في تصريح لـ”العرب” عن الجدوى من المشروع السعودي أصلا، لاسيما وأن غالبية المحتوى ستكون مترجما مما تنشره الصحيفة الأم، وهو خطاب إعلامي إنكليزي يأخذ بالاعتبار المتلقي البريطاني أكثر من التركي، وستكون ترجمته إلى اللغة التركية وبتمويل سعودي مثار تساؤلات لا يغفلها أي مراقب إعلامي. إلا أن عبدالرحمن الرويتع، رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، توقع أن يستقطب الموقع جماهير واسعة من الناطقين باللغة التركية من الذين يتطلعون إلى قراءة محتوى متنوع وعالي المهنية، معبرا عن تطلعه إلى أن “تثري هذه المشاريع صناعة الإعلام والمحتوى في منطقتنا”. وفيما تلمّح أوساط المجموعة السعودية إلى أن الهدف من المشروع ليس سياسيا بل إعلاميا مهنيا بحتا، يتساءل المراقبون عن طبيعة الإضافة التي سيقدمها الموقع الجديد، خصوصا أنه قد لا يتمكن بحكم خضوعه الجغرافي للمقيدات التركية التي تشمل كل الإعلام المحلي والأجنبي المتواجد في تركيا، من التعبير الصحيح عن قضايا تركيا وتسليط المجهر على ملفاتها. الاستثمار المالي الكبير الذي وظفته المجموعة السعودية لإطلاق موقع إندبندنت التركية، ليكون ذراعا مدافعة عن مواقف المملكة ويأتي الإعلان عن بدء العمل بموقع إندبندنت باللغة التركية بعد يومين على تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية الرسمية، شنت من خلاله حملة ضد الإعلام السعودي. واتهمت الأناضول إعلام الرياض باستهداف أنقرة من خلال حملة منظمة لتشويه صورة تركيا. واعتبر مراقبون إعلاميون أن تقرير الأناضول هدفه تقديم نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا نفسه ضحية لافتراءات الإعلام الخارجي، إلا أنهم رأوا في الوقت عينه أن أنقرة تعترف من خلال تقرير وكالتها الإخبارية بأنها خسرت المعركة الإعلامية التي شنتها ضد السعودية على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وترى مصادر سعودية مراقبة أن الاستثمار المالي الكبير الذي وظفته المجموعة السعودية لإطلاق موقع إندبندنت التركية، عليه أن يكون بالمنطق ذراعا مدافعة عن موقف المملكة، وأن ظروف الشراكة مع الموقع البريطاني المهنية والقانونية وانطلاق الموقع من إسطنبول، قد يحوّلان تلك الاستثمارات إلى مجرد أداة إعلامية دون المحتوى السياسي المطلوب لردّ مخاطر أجندات أردوغان ونظامه على المنطقة برمتها. وتتساءل هذه الأوساط عن الكيفية التي سيتعايش من خلالها موقع إندبندنت التركية الذي تموّله المجموعة السعودية مع العناوين التي تدافع عنها الرياض في العالم بشأن مكافحة التنظيمات الإسلامية المتطرفة وضد خيارات أنقرة في هذا الصدد خاصة دعمها لتنظيم الإخوان المسلمين واستضافة كوادره.

مشاركة :