إيران تُخدِّر دول الـ(5+1) ! | حسن ناصرالظاهري

  • 3/13/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لم تعد المحادثات الإيرانية الأمريكية حول المفاعلات النووية تجري في سرية كاملة كما كانت عليه في سنة 2005، فقد أصبحت تجري نهارًا جهارًا في عهد الرئيس أوباما، الذي أعلن لأكثر من مرة بأنه سوف يستخدم "الفيتو" في الكونجرس ضد قانون تقدم به أعضاء الكونجرس يهدف إلى تكثيف الضغط الاقتصادي على إيران بهدف إرغامها على توقيع اتفاق يحد من قدراتها النووية، مما يثبت أن إدارة الرئيس أوباما ليست متشجّعة لإظهار العصا لطهران، لإجبارها على الرضوخ للنداءات الدولية بتفكيك برنامجها النووي كلية، فالرئيس أوباما يرى بأنه قادر على معالجة هذه المسألة بالطرق الدبلوماسية، رغم أن بلاده لم تُحقِّق أي تقدُّم طوال 12 عامًا من المحادثات مع إيران. دعونا نسأل: ماذا أسفرت اجتماعات دول الـ(5+1) منذ عام 2009؟.. الجواب هو "لا شيء"، فإيران تحضر كل الاجتماعات، لكنها لم توقف أنشطة التخصيب النووي، لإدراكها بأن هذه الدول لا تملك القوة للقيام بأي شيء ضدها يرغمها على وقف نشاطها النووي، كبير المفاوضين الإيرانيين "علي أكبر صالحي"، ومن بعده وزير الخارجية الإيراني، نجحا إلى حدٍّ بعيد في تخدير كافة اللجان التي شُكِّلت، وضلَّلتها كسبًا للوقت، وسعيًا إلى إقناع الجميع بأن ما تفعله بلادهما هو للأغراض السلمية، وأصرَّا على أن بلادهما سوف تواصل عملها من أجل ذلك. هذه الأيام نرى اجتماعات ثنائية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بعيدًا عن اجتماعات "فيينا"، تقول عنها أمريكا: إنها سعيٌّ من أجل الحد من قدرات إيران النووية ومنعها من امتلاك قنبلة ذرية، ولا أظن أنها ستنجح في ذلك في ظل الإصرار الإيراني الذي يتطلع إلى امتلاك قنبلة نووية تهدد بها المنطقة، وأستغرب أن تشارك روسيا في هذه الاجتماعات وهي التي أجرت اتفاقًا مع الإيرانيين لتشييد 8 مفاعلات ذرية في إيران، وتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع محطة "بوشهر" الإيرانية للطاقة النووية، وتنص الاتفاقية على إشراك وتدريب أكبر عدد ممكن من الخبراء الإيرانيين في تنفيذ هذه المشروعات في مختلف مراحلها، وصولًا إلى تشغيل المفاعلات واستخدامها.. لماذا لا تضغط هذه الدول الـ(5+1) على روسيا، وتمنعها من المساهمة في بناء تلك المفاعلات التي تُهدِّد المنطقة؟! العجيب أن إيران التي تصر اليوم على أن تكون دولة نووية، لا أحد يُصدِّق بأنها هي التي طرحت فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط من خلال الطلب الإيراني الذي قدّمته في خطابها في الأمم المتحدة عام 1974، ووافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستظل إيران تُخدِّر دول الـ(5+1)، وتكسب المزيد من الوقت.. ومن ثم تفاجئ الجميع بامتلاكها للقنبلة الذرية. hnalharby@gmail.com

مشاركة :