كشف تقرير صحافي أن شركات أمازون وأبل وغوغل عينت موظفين مهمتهم التنصت على ما يقوله زبائن هذه الشركات من خلال السماعات الذكية والتطبيقات الصوتية التي تروج هذه الشركات لها. ونقل موقع بلومبيرغ الإخباري عن موظفين في شركة أمازون، أن مهمتهم في الشركة “مراجعة” تسجيلات سماعات “أليكسا” التي تنتجها وتسوقها الشركة. ووفق ما ذكر موقع بي بي سي، تقول الشركات الثلاث إن التسجيلات تراجع بين الفينة والأخرى من أجل تحسين قدرة هذه الأجهزة على التعرف على الأصوات. لكن الكثيرين من زبائن هذه الشركات لا يعلمون بأن بشرا يسترقون السمع إلى ما يقولونه في منازلهم، وهو ما ظهر من خلال ردود الفعل الواسعة، على ما كشفه موقع بلومبيرغ الذي أوضح أنه تحدث مع سبعة أشخاص راجعوا تسجيلات من أجهزة أمازون إيكو وخدمة أليكسا التابعة للشركة ذاتها، فيما يبدو أن الأمر ليس سريا. وأضاف أن المراجعين يدونون ما يرد في محادثات المستهلكين ويعلقون عليها بغرض تحسين أداء أنظمة أمازون للتعرف على النطق. بعض الموظفين يطلعون زملاءهم على بعض التسجيلات الظريفة من خلال غرفة دردشة ويذكر أن التسجيلات الصوتية لدى أمازون مرتبطة برقم حساب واسم المشترك الأول ورقم سماعة الإيكو المستخدمة. وقال بعض المراجعين إنهم يطلعون زملاءهم على بعض التسجيلات الظريفة من خلال غرفة دردشة خاصة بأمازون. كما أفادوا بأنهم سمعوا تسجيلات مزعجة منها تلك التي توحي باعتداء جنسي محتمل، ولكن زملاء لهم قالوا لهم إنه ليس من مسؤولية أمازون التدخل في هذه الحالات. وتنص شروط استخدام أمازون على أن التسجيلات الصوتية تستخدم “من أجل الإجابة على أسئلتكم وتنفيذ طلباتكم وتحسين تجربتكم وخدماتنا”. ولا تتطرق الشروط إلى وجود مراجعين بشر. وقالت أمازون في بيان إنها تأخذ قضيتي الأمن والخصوصية مأخذ الجد، وإنها لا تعلق إلا على عدد صغير جدا من تسجيلات سماعات أليكسا. وأضافت “تساعدنا هذه المعلومات في تمرين أنظمة التعرف على النطق والتعرف على اللغات التي نستخدمها، من أجل أن تكون سماعات أليكسا أكثر استجابة لرغباتكم وضمان أن الخدمة تعمل بجودة بالنسبة للجميع”. وأضافت الشركة “نطبق معايير تقنية وعملياتية صارمة، ولا نتساهل مع أي محاولة للإساءة لأنظمتنا. الموظفون ليس لديهم أي سبيل للتوصل إلى معلومات قد تكشف لهم شخصية المشترك أو الحساب”. وكذلك الأمر فإن شركة أبل لها مراجعون بشر يقومون بالتأكد من أن محرك التعرف على النطق سيري يفسر الطلبات بشكل صحيح. ويسجل سيري الطلبات الصوتية التي يطلبها المشاركون من خلال هواتف آيفون وسماعات هوم بود. وتنص الشروط الأمنية لأبل على ضرورة أن تكون التسجيلات الصوتية خالية من أي إشارات إلى مصادرها وأن تكون مرتبطة برقم عشوائي يعاد خلقه كلما يطفأ جهاز سيري. ويتم خزن أي تسجيل لأكثر من 6 شهور دون الرقم العشوائي. وتقول أبل إن مراجعيها ليس بمقدورهم الحصول على أي معلومات شخصية ولا على الرقم العشوائي. سماعات غوغل هوم وأمازون إيكو وأبل هومبود سماعات غوغل هوم وأمازون إيكو وأبل هومبود ومن جهتها، ذكرت غوغل أن مراجعيها يتمكنون من الاستماع إلى التسجيلات الصوتية الآتية من نظام “المساعد” الذي يعد جزءا أساسيا في معظم الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد وفي السماعات المنزلية التي تنتجها. ولكنها أضافت أن هذه التسجيلات غير مرتبطة بأي معلومات قد تدل على شخصية المتكلم، كما أن الشركة تقوم بتشويه الصوت من أجل التمويه على صوت الزبون. وثمة مخاوف جدية من أن السماعات الذكية تسجل سرا كل ما يقال في المنازل، ولكن بينما تقوم هذه السماعات تقنيا على الأقل “بسماع” ما يقال، فإنها لا “تستمع” إلى محادثات الناس. وتقوم كل السماعات الذكية بتسجيل مقاطع قصيرة من الأصوات داخليا من أجل الاستبيان عن كلمات توقظها من “سباتها” مثل “أليكسا” أو “أوكي غوغل” أو هاي سيري”. وإذا لم تستدل هذه السماعات على هذه العبارات، تمحو التسجيلات الصوتية. ولكن إذا استدلت هذه الأجهزة على العبارة المناسبة، تحتفظ بالتسجيل الصوتي وتستمر بالتسجيل لأجل إرسال طلب الزبون إلى نظام التعرف على النطق. ومن اليسير الاستدلال على ما إذا كانت السماعة الذكية تقوم بإرسال محادثات بأكملها إلى مخدم بعيد من أجل تحليلها، ولم يتوصل باحثون أمنيون إلى أدلة تشير إلى أن هذا يحدث فعلا. ولا تسمح ضوابط الخصوصية التي تعمل بها أمازون للمشتركين بالانسحاب من تسجيل محادثاتهم أو عرضها على مراجعين بشر. ولكن بإمكان المشترك منع استخدام تسجيلاتهم “للمساعدة في تطوير خواص جديدة”، كما بإمكان المشترك أن يستمع إلى التسجيلات ومحوها. أما غوغل، فتتيح لمشتركيها الاستماع إلى التسجيلات الصوتية ومحوها من خلال صفحة “ماي اكتيفيتي”. ويمكن للمشتركين أن يلغوا خاصيتي “تتبع تاريخ التصفح” و”النشاط الصوتي والنطقي”. ولا تسمح أبل لمستخدميها بالاستماع إلى التسجيلات من خلال نظام سيري.
مشاركة :