استقبل حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة، المستشارة بقصر الإليزيه باريزا خياري، ونائبة رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الفرنسي ولي ليانا تانجي، ووفدًا ضم نخبة من المثقفين والدبلوماسيين والسياسيين الفرنسيين. وضم الوفد الوزير السابق في الحكومة الفرنسية فيليب دوست بلازي، والوزير السابق فرانسوا لونكل، وجان ماري بوكيل رئيس لجنة الصداقة الخليجية الفرنسية، وشخصيات مرموقة في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية. وقد استعرض الجانبان، خلال الاجتماع، آفاق التعاون بين المملكة وفرنسا في الجوانب الثقافية؛ حيث أكد نائب وزير الثقافة، أهمية الحوار الثقافي بين الشعوب وتناول تطلُّعات الوزارة المتمثلة في تعزيز مكانة المملكة دوليًّا على الصعيد الثقافي. يُشَار إلى أن العلاقات بين المملكة وفرنسا، تمتد إلى جذور تاريخية، تدل عليها الأحداث والتطورات في المنطقة، ويعكسها التشاور المستمر بين قيادتي البلدين، تأكيدًا لتطابق وجهات النظر حيال القضايا المشتركة والبحث لإيجاد حلول لمستجدات المشكلات بالمنطقة. وبدأت بوادر العلاقات السعودية الفرنسية عام 1926 عندما أرسلت فرنسا قنصلًا مكلفًا بالأعمال الفرنسية لدى المملكة، ثم أنشأت بعثة دبلوماسية في جدة عام 1932م، وتوالت خطوات إرساء العلاقات عقب زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى فرنسا عام 1967 ولقائه الرئيس الفرنسي شارل ديجول؛ ما أعطى دعمًا وتطورًا مستمرًّا ليشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين. وشهدت تلك الفترة تبادل الزيارات بين قيادات البلدين، وكبار المسؤولين فيهما، ضمن جهود إثراء وتطوير العلاقات بين المملكة وفرنسا وتنسيقها بما يعود بتعزيز المصالح المشتركة، على المنطقة والشعبين الصديقين. وتثبت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق العلاقات السعودية الفرنسية من خلال التشاور المستمر بين قيادتيهما اللتين تعبران عن الارتياح التام، وتطابق وجهات النظر حيال كثير من القضايا المشتركة والبحث لإيجاد حلول لمستجدات المشكلات في المنطقة. وفي عام 1986م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض، مع الرئيس الفرنسي (السابق) جاك شيراك؛ معرض المملكة بين الأمس واليوم في باريس؛ حيث تعرف الزائرون على المملكة وتقاليدها وقيمها الدينية والحضارية ومنجزاتها العملاقة. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أبريل من عام 1997 فرنسا والتقى شيراك، ووقع مع عمدة باريس جان لييري ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتي الرياض وباريس، والتقى عددًا من كبار المسؤولين الفرنسيين. وتقوم العلاقات «السعودية-الفرنسية» حاليًّا على سياسة البلدين الصديقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس إيمانويل ماكرون، وتدعم الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
مشاركة :