قبل أن يخوض أياكس الاختبار الصعب المرتقب أمام مضيفه يوفنتوس الإيطالي، غدًا الثلاثاء في إياب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ربما لا ينشغل الفريق الهولندي بسجل نتائجه المتواضع في المواجهات السابقة على ملعب منافسه الإيطالي، بقدر انشغاله بمدى جاهزية نجمه الشاب فرانكي دي يونج. وجرى تبديل لاعب خط الوسط دي يونج خلال الشوط الأول من المباراة التي انتهت بفوز أياكس على إكسيليسور 6 / 2 أمس الأول السبت في الدوري الهولندي الممتاز، والآن يترقب الفريق ومديره الفني إريك تين هاج حالة اللاعب ومدى استعادة لياقته قبل المواجهة المرتقبة أمام يوفنتوس. وقال إيريك تين هاج مدرب أياكس عقب مباراة السبت: «لا يمكنني قول الكثير. فقد عانى من الإصابة في أوتار الساق ولم نكن نرغب في المجازفة. الآن علينا الانتظار وترقب ما ستشهده الأيام المقبلة». ولعب دي يونج دورًا بارزًا في مشوار أياكس بدوري الأبطال هذا الموسم، الذي يعدّ الأفضل للفريق الهولندي في البطولة الأوروبية منذ عقود. وقد ارتفع سقف طموحات الفريق وجماهيره التي تأمل عودة الفريق لمنصة التتويج الأوروبية من جديد. وسبق لأياكس التتويج بلقب البطولة الأوروبية أربع مرات سابقة، كان آخرها في عام 1995 . وكان أياكس قد أثار ضجة قوية بفوزه على ريال مدريد الإسباني 4 / 1 في إياب دور الستة عشر في مارس الماضي، وقال دي يونج قبل مواجهة يوفنتوس في دور الثمانية: إنَّ أياكس عليه أن يثبت جدارته بالنتيجة التي حققها أمام الريال. وقال دي يونج في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على الإنترنت: «لقد أظهرنا للجميع حقًا أننا يمكننا تحقيق ذلك مجددًا أمام يوفنتوس، وهو ما نتمناه». وكانت مباراة الذهاب بين أياكس ويوفنتوس قد انتهت بالتعادل 1 / 1 يوم الأربعاء الماضي؛ حيث تقدم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ليوفنتوس حينما سجّل اللاعب الهدف رقم 125 له في البطولة، ثم أدرك ديفيد نيريز التعادل لأياكس. ويخوض أياكس في مباراة الغد تحديًا مع سجلات التاريخ؛ حيث لم يسبق له تحقيق أي انتصار في جميع مبارياته الخمس التي خاضها على ملعب يوفنتوس، وحقق انتصارين فقط خلال إجمالي 13 مباراة سابقة جمعته بالفريق الإيطالي. كذلك حقق يوفنتوس الفوز في جميع المواجهات التي تشمل لقاءي ذهاب وإياب أمام أياكس، من بينها مواجهة الفريقين في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال عام 1997، وذلك بعد عام واحد من فوز يوفنتوس على أياكس في نهائي البطولة. ومع ذلك، يعيش أياكس حالةً من التفاؤل في ظل تألق دي يونج، وكذلك الشاب ماتيس دي ليخت والصربي دوسان تاديتش، وتثق الجماهير في قدرة الجيل الحالي من لاعبي الفريق على إنجاز شيء كبير في الموسم الحالي، قبل الرحيل المنتظر لعدد من نجوم الفريق مع نهاية الموسم. وربما تمثل مفتاح تألق أياكس في تقديم نسخة محدثة من طريقة الكرة الشاملة التي اشتهر بها أياكس والمنتخب الهولندي بشكل كبير خلال السبعينيات من القرن الماضي والتي شهدت حقبة نجومية يوهان كرويف ورينوس ميتشيلز. وقارن البعض دي يونج بالأسطورة كرويف، كما استلهم تين هاج الحماس من كرويف وكذلك من ميتشيلز ولويس فان جال. وقال تين هاج في تصريحات لصحيفة «سودويتشه تسايتونج» الألمانية، إنه قام بتحويل طريقة 4-3-3 إلى اللعب بطريقة 4-2-3-1 ، التي جرى تطبيقها أمام ريال مدريد. وربما شكل هذا التغيير مفاجأة إزاء الثوابت التي يتسم بها أياكس، لكنه ساعد في تحقيق النجاح عبر تعزيز الاستقرار الدفاعي للفريق، وقد أكد المدير الفني أن طريقة الكرة الشاملة النموذجية لا تزال قائمة. وشدد تين هاج على اهتمامه بمنح اللاعبين الحرية في التحرك والإبداع بالكرة أكثر من اهتمامه بطريقة اللعب.
مشاركة :