هل سيتعين علينا إعادة الكبار إلى المدارس ليواكبوا تطور المعرفة بشكل مختلف كليا عما سبق لهم دراسته، وإخراج الطلاب من الفصول ليدخلوا سوق العمل ويتعرفوا على نوعية المهارات التي تحتاجها وظائفهم المستقبلية؟ أسئلة طرحها أكاديميون وخبراء عالميون في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي اختتم أعماله في الرياض أمس. وقال نائب مدير كلية فلاتيرون الأمريكية جو بيرغس إن الشركات اليوم لا تشتكي من نقص عدد الموظفين وإنما من النقص في عدد الموظفين المهرة، مضيفا «لقد أصبحت هذه مشكلة متنامية أكثر من أي وقت مضى، فالمهارات التي درسها الطلاب ليست هي ما يحتاجونه في عملهم، والسرعة التي يتعلمون بها أبطأ من طموحهم المهني وأقل من توقعات صاحب العمل». وأضاف «بدء العمل يعني لدى الكثيرين انتهاء مرحلة التعلم إلى الأبد، وهذه مشكلة، ينبغي أن نربط بين التعليم وأصحاب العمل بدلا من تغيير المناهج الدراسية، إن مستقبل العمل والاقتصاد يقع على عاتق البلدان التي يمكنها تغيير نظام التعليم العالي الخاص بها وتعتمد مبدأ جوهريا للتعلم مدى الحياة، وإلا فستبقى قدرة الكبار أضعف من تعلم المهارات اللازمة». ولفت المدير التنفيذي لمؤسسة برنامج بيرننج جلاس الأمريكية مات سيغلمان إلى تحديات تواجه التعليم العالي بسبب التغير السريع في المهارات التي تحدد الوظائف، مضيفا «أصبحت الوظائف تندمج في المهارات المطلوبة لها مثل الترميز والتصميم والتسويق وعلوم البيانات، وهو ما نتج عنه ظهور ما يعرف بالوظائف المختلطة، التي تتطلب من الموظف التأسيس لبنية تحتية معرفية ومهارية، بما يهيئهم للتنقل بين أكثر من وظيفة في بيئة عمل متغيرة». وكان متحدثون في المؤتمر قد تبنوا مصطلح «الموظفون الأذكياء» كهدف ينبغي أن يكون في مقدمة مخرجات مؤسسات التعليم العالي، حيث يتميز هؤلاء الموظفون بالتعلم طوال حياتهم، ويتعلمون بشكل سريع، ويتكيفون مع أي تحولات في سوق العمل.
مشاركة :