عثرت السلطات المحلية في روسيا على أربعة أطفال يعيشون حياة “ماوكلي” داخل شقة فوضوية في إحدى ضواحي موسكو، محاطين بالقاذورات والقمامة، وفي وضع اجتماعي سيء، بحسب ما ذكرته السلطات المحلية في ضاحية ” Mytishchi” . ولا يتعدى أعمار الأطفال الأربعة – ثلاثة صبيان وفتاة- التسع سنوات، ساعد الأطفال على النجاة تناول قطع خبز متعفن كانوا يلتقطونها من حاويات القمامة، وبحسب التقارير فقد تم العثور عليهم متسخين للغاية وبحالة إنسانية مذرية. ومن المقدر أن أعمار الأطفال الذكور هي ستة سنوات، أربعة سنوات، وسنتين، ولم يتم تسجيل أيًا منهم في السجلات المدنية عند الولادة، كما أنهم لم يعرضوا على طبيب مطلقا أو يرتادوا أي مدرسة. وصرحت السلطات بشعورها بالذهول الشديد بعد أن وجدوا الأطفال يعيشون بهذا الوضع الاجتماعي السيء في شقة داخل البلاد. في سياق متصل أطلقت وسائل الإعلام الروسية على الأطفال الأربعة تسمية “ماوكلي” بسبب الوضع الوحشي الذي واجهه الأطفال خلال فترة حياتهم إلى أن تم العثور عليهم. ويعتبر تاريخ ميلاد الأطفال الذكور غير معروف بالنسبة للسلطات، في حين أن أختهم الكبيرة 8 سنوات كانت قد سجلت في السجلات المدنية عند الميلاد. وتم ابعاد الأطفال عن والدتهم التي تدعى إينيسا كوزنتسوفا 32 عاما وهي خريجة جامعية، وجدتهم غالينا كوزنتسوفا 66 عاما، فور اكتشاف مكانهم. وفور العثور عليهم تم نقل الأطفال إلى ملجأ للأيتام قبل أن يتم لم شملهم مجدداً في كنف أسرة قامت بطلب الوصاية عليهم. وقالت أمين مظالم الأطفال في منطقة موسكو “كسينا ميشونوفا” في خطاب غير مباشر لها “إن الأطفال تم إهمالهم”، وأضافت أن الأطفال كانوا بلا أسرة أو مكان مجهزاً للنوم. وأضافت ميشونوفا “إن الأطفال يعانون من صعوبات بالتعلم، كما أنهم متخلفين عن الأطفال أقرانهم في نفس العمر”. وأشارت السلطات المختصة إلى أن الرائحة في الشقة كانت مريعة، فلا يوجد مراحيض وكان الأطفال يستخدمون للتبول أواني لا ينظفها أحداً. كما أن الطعام الوحيد الذي عثر عليه في المنزل هو الخبز المتعفن وعدد قليل من التفاح التالف. وتجهل الطفلة في عمر الثمانية سنوات كيفية تهجئة الحروف، كما أنها لا يمكنها تسمية الألوان، وكأنها توقفت عن التطور في عمر ال4 سنوات، وبينت السلطات أن جميع الأطفال يعانون من صعوبات التعلم. ومن المفترض أن تواجه والدة الأطفال السجن المحتم بتهمة إهمال الأطفال إلى هذا الحد، وكان الجيران في المنطقة هم من أخبروا السلطات عن هذه الجريمة، وبحسب أقوال، الجيران فإن جدة الأطفال كانت تبحث لهم عن الطعام في حاويات القمامة. فيما لم يكن الأطفال عندما وجدوا معتادين على التعامل مع الإجراءات الصحية، كما أنهم يخشون الماء ولا يستطيعون استخدام الملاعق وأكثر الأطعمة الشهية باعتقادهم هي الخبز. وتواجه الأم التي تنكر الإهمال تحقيقاً جنائياً، ومن المحتمل أن تواجه عقوبة السجن ثلاث سنوات على الأقل، وتزعم الأم أنها لم تكن تمتلك الوقت الكافي لتسجيل الأطفال أو اصطحابهم إلى الطبيب أو إلى رياض الأطفال والمدرسة.
مشاركة :