في إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات الدفاع المدني في استثمار وتوظيف التقنيات الحديثة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والعاملين في المنشآت المعنية بخدمتهم ورعايتهم بالعاصمة المقدسة، نجحت المديرية العامة للدفاع المدني في ربط عدد كبير من المنشآت الحكومية الحيوية، ومنشآت خدمة الحجيج آلياً بعمليات الدفاع المدني عبر نظام الاستشعار عن بعد W.N.S، والذي يحقق نقلة نوعية هائلة في رصد كافة المخاطر والحوادث التي قد تقع في هذه المنشآت الحيوية ولاسيما في المنطقة المركزية في محيط المسجد الحرام، والوصول لأعلى معدلات سرعة الاستجابة في التعامل معها واختصار زمن البلاغات عن الحوادث التي قد تقع – لا قدر الله – في هذه المنشآت الحيوية بالعاصمة المقدسة إلى ما لا يزيد عن 6 ثوانٍ. ويمثل نظام الربط الإلكتروني للمنشآت الحيوية بعمليات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والذي تم تنفيذ المراحل الأولى منه وتشغيلها تجريبياً بنجاح خلال العامين الماضيين في أكثر من 100 منشأة تابعة لجهات حكومية وخدمية أبرزها وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين، وشبكة متقدمة للإنذار المبكر عن الحوادث – تعتمد في الأساس على السرعة الفائقة في نقل المعلومات آلياً عبر شبكة "UHF" بواسطة تقنية "RDI" والتي تعد من أحدث التقنيات في مجال الاستشعار عن بعد، في محيط دائرة يصل طول قطرها إلى ما يزيد عن 50 كيلو متر وإرسال إشارة فورية بذلك إلى الغرف ومراكز عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة التي تتولى بدورها توجيه الوحدات والفرق الميدانية إلى الموقع الذي وردت منه إشارة الإنذار. وتعتمد فكرة عمل هذا النظام أو الشبكة المتقدمة للإنذار على إمكانية ضباط عمليات الدفاع المدني لاستقبال الإشارات عن أي حوادث أو خلل يحدث في هذه المنشأة الحيوية في اللحظة الأولى من حدوثه، وذلك من خلال أبراج خاصة ذات حساسية عالية تعمل بتقنية الاستشعار عن بعد عبر شبكة الإنترنت، وذلك من خلال ما يوفره النظام من إمكانات متميزة لغرف ومراكز العمليات في مراقبة ومتابعة أنظمة الإنذار الداخلية في هذه المنشآت، وكذلك متابعة أنظمة الإطفاء الآلي فيها ومستوى المياه في خزانات المياه المخصصة للحرائق، بالإضافة إلى متابعة سلامة المصاعد ومخارج الطوارئ. وتكمن أهمية هذا النظام في فاعليته في حال تعرض خطوط الاتصالات الهاتفية لأي أضرار تحد من استخدامها في الإبلاغ عن الحوادث التي تقع في المنشآت الحيوية ولا يتطلب من الأساس إجراء أي اتصال للإبلاغ عن الحوادث والتي تصل الإشارات عنها لا سكلياً إلى غرف ومراكز العمليات في صورة نقطية مضيئة تصاحبها إشارات صوتية ليبدأ رجل العمليات إجراءات التأكد من صحة الإشارة أو البلاغ الآلي وتوجيه الوحدات الميدانية إلى الموقع بعد التحديد الدقيق لمكان الخطر الذي تسبب في انطلاق الإشارة داخل المنشأة. ويستطيع ضباط العمليات من خلال تلقي هذه الإشارات على شاشة مجهزة لذلك تحديد مصدر انبعاث الدخان أو النيران في اللحظات الأولى، كذلك توجيه الفرق الميدانية لأفضل طرق الوصول لموقع المنشأة، وأيضاً أفضل الممرات التي يمكن أن يسلكها رجال الدفاع المدني داخل المنشأة للوصول إلى مصدر الخطر بأسرع وقت ممكن، وهو ما تتضح أهميته في التعامل مع المخاطر التي يمكن أن تحدث في المباني الضخمة والمرتفعة، ومن مزايا النظام الذي تعتزم المديرية العامة للدفاع المدني تعميمه في جميع مناطق المملكة خلال الفترة المقبلة متابعة سلامة أجهزة الإنذار والإطفاء الآلي في المنشآت الحيوية والمدن الصناعية، كما يتيح إمكانات هائلة في المتابعة المستمرة لأعمال شركات الصيانة داخل هذه المنشآت والتعرف على أي قصور بها. ويدعم النظام قدرات رجال الدفاع المدني في التحقيق والتعرف على أسباب الحوادث الناجمة عن أي قصور في وسائل السلامة، وكذلك في حالات العبث أو التعطيل المتعمد لهذه الوسائل، فضلاً عن أهمية تلقي إشارات الإنذار المبكر في حالات الطوارئ وفي التنسيق مع الخدمات المشاركة للدفاع المدني، كالشرطة، والإسعاف، والمستشفيات، في الحوادث التي قد تتطلب ذلك، كما يوفر نظام الاستشعار عن بعد إمكانية متابعة تأهيل شركات السلامة للتأكد من جودة خدماتها وأعمالها، وفعالية أنظمتها وكفاءة قوة العمل الخاصة بها، والتأكد من انتظام أعمال الصيانة الدورية في المواعيد المحددة لها، فضلاً عن فاعلية النظام في تحديد مواقع الحوادث التي قد تقع في هذه المنشآت بدقة متناهية عن طريق الخرائط الرقمية، بحيث يستطيع رجل الدفاع المدني في غرفة العمليات أن يحدد بدقة عالية ما إذا كان الدخان المنبعث من مطبخ الفندق على سبيل المثال أو من إحدى الغرف المخصصة لإسكان الحجيج والمعتمرين، كما يمكن تحديد موقع الخلل في المصعد الذي يقف في أحد طوابق المنشأة خلال قترة زمنية تتراوح من 3 – 6 ثوانٍ من بدء اشتعال حريق او انبعاث دخان في أي مكان داخل المبنى أو المنشأة، حيث إن الإشارة التي تصل إلى غرفة العمليات توضح مصدر انبعاث الدخان أو النيران ومكانها ليتم على الفور التواصل مع المسؤولين في المنشأة من مشرفي السلامة أو أي من العاملين بها. وفي ذات الوقت يتم تحريك الفرق والوحدات الميدانية تبعاً لطبيعة الإنذار وما يمثله من دلالات عن نوعية الحادث، وإذا تأكد صحة الإنذار عبر التواصل مع مشرفي السلامة في المبنى أو المنشأة تواصل هذه الفرق تحركها للتعامل مع الحادث وهي تعلم تماماً موقعه داخل المبنى، وكذلك أفضل السبل للوصول إلى الموقع في أسرع وقت ممكن، وفي حالة ما اتضح أن الإنذار سببه خلل في أنظمة الإطفاء أو الإنذار أو السلامة في المبنى أو المنشأة يتم إرسال مفتش السلامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ومتابعة إصلاح الخلل. ويؤكد رجال العمليات أن نظام الاستشعار عن بٌعد بعد ربط جميع المنشآت الحيوية يمثل إضافة هائلة لقدرات الدفاع المدني في مجال تعزيز متطلبات السلامة في هذه المنشآت ومراقبة أنظمة السلامة فيها على مدار الساعة بطريقة آلية دقيقة واستثمار العامل الزمني في مكافحة الحرائق، والقيام بأعمال الإنقاذ والإخلاء فور ثبوت جدية الخطر والاكتشاف المبكر له، كما يوفر كثيراً من الجهد الذي تبذله فرق ودوريات السلامة في تفقد ومتابعة أنظمة السلامة في المنشآت الحيوية.
مشاركة :