تجولت «عكاظ» بين المفكرين والمثقفين داخل معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يختتم اليوم، والذين أكدوا أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تطمئن الشعب على وضع التنمية، وأنها تسير بخطى ثابتة مع التمسك بعقيدتنا الصافية التي تحافظ على أصالة مجتمعنا وثوابته. بداية، يقول الكاتب خالد السليمان: إن كلمة الملك كانت عدة رسائل موجهة إلى أبنائه المواطنين والمسؤولين، وجه كلمة لمجلسي الشؤون السياسية والأمنية والاقتصاد والتنمية بأن المرحلة مرحلة عمل، وأنه لا تقاعس أو تهاون في الوفاء بمسؤوليات الدولة تجاه المواطن، ورسالة أخرى وجهها لأبنائه المواطنين، وخصوصا الشباب، أن الدولة وفرت لهم التعليم في أفضل الجامعات في الداخل، كما أن برنامج الابتعاث أتاح لهم الدراسة في الخارج، وهذا يؤكد علي أن التعليم ليس رفاهية أو سياحة، وإنما هو تهيئة لخدمة الوطن، وبالتالي يجب على هؤلاء الشباب أن يسهموا في رفعة وطنهم وبنائه، كما وجه رسالة إلى القطاع الخاص ورجال المال والأعمال بأن عليهم تحمل المسؤوليات تجاه الاقتصاد الوطني، وتقديم الفرص للمواطنين؛ لأن الدولة تسهم في تقديم الدعم والتسهيلات لجميع القطاعات الصناعية والتجارية، وبالتالي لا بد من وجود إسهام في دفع عجلة التقدم في البلد. وأضاف السليمان أن الكلمة جاءت لرسم ملامح تحديد مسار طريق لهذه الدولة أثناء عهده، وقد أكد من خلال كلمته على دور المثقف الذي يعتبر صانعا للرأي وموجها له؛ لذا يتوقع منه أن يكون عنصرا فاعلا في توعية المجتمع، ورأس حربة في الدفاع عن مصالح الوطن ضد الأخطار المحيطة به، فدور المثقف دور أساسي، وهو جندي للوطن. إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله: جاءت كلمة الملك ضافية داعية إلى نبذ الأسباب المؤدية إلى الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، حيث أكد على أن لا تفرقة في تعامل الدولة مع مواطنيها، وهو ما يؤكد على نهج خادم الحرمين الشريفين في النظرة العادلة، كما أن الخطاب حدد ملامح حكمه ــ أيده الله ــ في السياسة الخارجية بالقضاء على العوائق التي تقف اليوم في وجه قيام علاقات عربية متوازنة. وأضاف نصر الله: الخطاب جاء مؤكدا على الوحدة الوطنية التي أسس لها الملك عبد العزيز، وسار عليها من بعده أبناؤه البررة، حيث شملت جميع جوانب الحياة، وذلك ما عرفت به شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من حنكته السياسية وبعد نظره. وعلى صعيد العلاقات الخارجية، فقد رسمت كلمة خادم الحرمين الشريفين سياسته الخارجية، والتي تقوم على لم الشمل ومحاولة إزالة العوائق التي تقف في وجه وحدة الصف العربي، وعلى الصعيد الإقليمي أيضا هناك توجه من خادم الحرمين الشريفين ليسود التوازن القوة المؤثرة في محيطنا الإقليمي، فالمنطقة اليوم تحتاج إلى إعادة صياغة للخروج من المآزق المحيطة بها. وعن دور المثقف، قال نصر الله إن عليه أن يستمد مما جاء في هذه الكلمة، خصوصا على صعيد الوحدة الوطنية وتأكيدها في النفوس، وقال: أدعو من هنا أيضا مؤسسات التعليم وبرنامج الحوار الوطني للاستنارة بما جاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين بنزع كل ما يؤثر على الوحدة الوطنية من أي ناحية إقليمية أو قبلية أو مدنية. أما محمد بن حمد المحيسن (مثقف)، فقال: جاءت الكلمة مؤثرة ومليئة بالكثير من القضايا التي تهم المواطنين، كما أنها تأتي في شكل مهم جدا لكل المواطنين والمسؤولين على حد سواء، وأضاف أن الملك سلمان طمأن الشعب في كلمته، ووضع التنمية وأهميتها نصب أعين الجميع، فدولتنا تسير بخطى ثابتة مع التمسك بعقيدتها الصافية التي تحافظ على أصالة مجتمعنا وثوابته. ودعا المحيسن إلى ضرورة الحزم والوقوف في وجه كل من يحاول المساس بأمن الدولة أو يخالف الأنظمة. من جانبه، قال فهد حماد (مسؤول جناح المؤلفين السعوديين في معرض الكتاب): جاءت كلمة الملك لتوحد الصف والكلمة، ودعا جميع المواطنين إلى الوقوف صفا واحدا في وجه التفرقة والعنصرية، وأن نكون على قلب واحد في وجه كل ما يهدد أمن وطننا، وأن نضع جميع الخلافات، وأن نهتم ببناء الوطن مستفيدين من النصائح الثمينة التي جاءت في الكلمة؛ لنبني وطنا مثاليا يليق باسم المملكة التي هي قبلة المليار ونصف المليار مسلم.
مشاركة :