ساهمت الثورة التقنية التي تشهد ازدهاراً وتطوراً ملحوظين يوماً بعد يوم، في ولادة ونهوض من يسمون بـ «إعلاميي شبكات التواصل الاجتماعي»، حيث أصبح كل شخص مراسلاً لمتابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أو «فيسبوك»، أو في مجموعات «واتساب»، وغير ذلك، من خلال مواكبته ونقله الأخبار العاجلة، وأبرز وأهم الأحداث التي تدور حوله ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضاً، أو تداوله للصور سواء كانت من عدسة جواله، أو منقولة من آشخاص آخرين، فالكل يبحث عن السبق التقني والتميز باستخدامه ذلك الهاتف المحمول وتطبيقاته الذكية. ومع ذلك كله أضحت المسؤولية تتفاقم علينا؛ فكل شخص مسؤول عن ما خطته يده ونقلته، إلى جانب مسؤوليته التي تكمن في استخدام تلك الشبكات سواء كان ذلك الاستخدام إيجابياً أم سلبياً، ومع إدراكنا لحجم هذه المسؤولية، مع الأسف نجد أن بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي لدينا في الدول العربية عامة، وفي المملكة العربية السعودية خاصة التي احتلت المركز السابع عالمياً في عدد التغريدات يستخدمونها استخداما سلبيا، وذلك من خلال نقل الشائعات أياً كانت، التي قد تستهدف جهات رسمية، ومسؤولين، ومشاهير في مختلف المجالات، وتلفيق تصاريح على ألسنتهم، إلى جانب أنباء سلبية عنهم، كما أشير أيضاً إلى سرقة حقوق الصور وغيرها، بالإضافة إلى ما أسميه بـ «السم الإلكتروني» ألا وهو «التعصب الرياضي» الذي تجاوز الحدود الدينية والأخلاقية والأدبية والإنسانية، وأصبح محورا أساسيا لدى عدد كبير جداً من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً فئة الشباب، والمراهقين، ومع الأسف أدى ذلك إلى تفريق بين أخ وأخيه، وابن وأبيه، وآخر مع صديق، كما وصل ذلك السم إلى الأطفال، حيث أصبحوا تحت ضغط نفسي شديد جرَّاء ما يشاهدونه أمامهم وفي تلك المواقع، والأمثلة على ذلك كثيرة، بكاء طفل بكاء شديداً من أجل خسارة فريقه، أضف إلى ذلك استخدام تلك المواقع في أمور سلبية أخرى، كإضاعة الوقت في التعدي على خصوصيات الآخرين، وغير ذلك. وأوجِّه من خلال مقالتي هذه رسالة إلى الجهات المعنية والمسؤولين، أطالب فيها ما يطالب به كثيرون بوضع حد لكل عابث ومسيء لاستخدام تلك الشبكات الاجتماعية التي من المفترض أن نهتم بها في تعزيز أمورنا الاجتماعية الإيجابية وتطويرها وتحسينها، وإصلاح وتغيير السلبية منها، كما أطالب بالتصدي لأولئك المتعصبين، وردعهم بأقسى العقوبات حتى يكونوا عبرة لغيرهم، مع التشهير بهم إن تكررت أفعالهم بعد عدة تنبيهات، ومن الطبيعي أنه لا يمكن القضاء على ظاهرة بأكملها، ولكن بالإمكان التخفيف منها. دراسة أختم بها مقالي: جامعة أمريكية تؤكد أن التغريدات السلبية أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب عافانا الله وإياكم -.
مشاركة :