أبوظبي: نجاة الفارس نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات محاضرة بعنوان «رحلتي مع الضاد متعلماً ومعلماً» قدمها أبوصالح أنيس لقمان الندوي، المستشار التربوي ورئيس إدارة البحوث والترجمة في مؤسسة سدرة لدمج أصحاب الهمم في أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقر الاتحاد بالمركز الثقافي والمعرفي في أبوظبي. قال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: «يوجد تقصير من المؤسسات الثقافية تجاه أهل الجاليات الصديقة المقيمين هنا في الإمارات، فهم جزء من المجتمع، وينبغي التعرف أكثر إلى إبداعاتهم الفكرية والثقافية»، ولفت إلى أن وفد الإمارات في معرض نيودلهي للكتاب وجد احتفاء جميلاً باللغة العربية من قبل زوار المعرض، ومن الأكاديميين. وتقدم الصايغ بجزيل الشكر والتقدير لأبي صالح الندوي اعترافاً بفضله في خدمة الإمارات لأعوام عدة، وحرصه، وغيرته على اللغة العربية، وإتقانه لها، ثم أعلن الصايغ منح الندوي العضوية المنتسبة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، موضحاً أن أحد العاملين في فرع اتحاد الكتاب في المقر الرئيسي في الشارقة «محي الدين» من الجالية الهندية سيكمل قريباً 35 عاماً، وقد قررنا أن نقيم له احتفالاً ونمنحه أول عضوية شرفية، فهو يمثل ذاكرة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وقد عمل طيلة هذه المدة بوفاء وإخلاص. وقدم للمحاضرة الشاعر نعيم عيسى، قائلاً: اللغة العربية مقدسة نزل بها القرآن الكريم، وهي ما زالت قائمة على خلاف لغات أخرى، كما أنها الوسيلة الأفضل للتعبير عن احتياجات الفرد والجماعة، وهي من أبرز اللغات وأكثرها جزالة على الإطلاق، كما أنها واسعة البيان، وقد حظيت باهتمام كبير، وتغنى بها الشعراء، ونحن هنا نستضيف صاحب يد بيضاء في إحياء اللغة العربية، كمترجم، وكاتب، وباحث من الهند. وتحدث الندوي عن رحلته في تعلم اللغة العربية التي بدأت في أوائل الثمانينات عندما كان في الحادية عشرة من عمره، حيث ألحقه والده بالكتّاب في الهند فتقبل الأمر من دون مضض، أو شكوى رغم أن الدارسين كانوا يكبرونه بأعوام. وأضاف أنه عشق اللغة العربية، وكان معلمه وزملاؤه يعجبون بنبوغه فيها، وبإتقانه للأوزان الصرفية، رغم أن طريقة التعليم كانت بدائية، ولكن كما قال الشاعر: «أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى/ فصادف قلباً خالياً فتمكنا» وأضاف: لقد تأثرت كثيراً بكتب الجاحظ، وابن المقفع، وقرأت لطه حسين، والعقاد، والرافعي، وتعلمت اللغة العربية بدافع الفكر، فاللغة وعاء الفكر، ولدي إبداع فكري ونقدي مبتكر، ومتمحور حول النهوض بالمجتمع المسلم والعربي، وقد شاركت بتأليف عشرات الكتب. وبيّن أن الوعي المجتمعي في العالم العربي لم يعد يحمل هم اللغة العربية، وليس لديه قرار لتعزيزها، ومن خلال تجربته دعا الأسر إلى أن تتخذ قراراً صارماً في البيت أن لا يتكلم أفرادها سوى العربية الفصحى، وأن يلتزموا بها ولو ساعة في اليوم حتى ينعكس ذلك على سلامة لغة الأبناء، وناشد العرب جميعا ألا تطغى العامية على الفصحى، فالأفلام والأغاني العربية تركز على اللهجات، على عكس الأفلام والأغاني في الهند التي دعمت اللغة الأوردية لأنها تقدم بالأوردية الفصحى.
مشاركة :