عمّان: «الخليج»أطلقت دولة الإمارات، والمملكة الأردنية الهاشمية، مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون في تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام.وتشمل مجالات التعاون تطوير الخدمات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء وتطوير القيادات والقدرات وتعزيز الكفاءات، إلى جانب بناء مسرّعات وأنظمة التميز والأداء ومراكز حكومية نموذجية.جاء ذلك، خلال حفل إطلاق جائزة «ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية»، برعاية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية وحضوره، ومشاركة وفد رفيع من دولة الإمارات، برئاسة محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وعدد من الوزراء، في العاصمة الأردنية عمّان.وأشاد ولي العهد برسالة الجائزة وأهدافها الرامية إلى تشجيع الإبداع والابتكار لدى طلبة الجامعات، وتبنّي أفكارهم للارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية وتسهيلها.وتهدف الجائزة الأولى من نوعها التي تطلق في الأردن، وتبلغ قيمتها نصف مليون درهم (100 ألف دينار أردني)، إلى تحفيز طلاب الجامعات على ابتكار حلول إبداعية في تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، لتطوير خدمات حكومية سهلة ومبسطة تقدّمها على مدار الساعة، بما يفوق توقعات المتعاملين، كما تهدف إلى تعزيز العلاقة بين طلاب الجامعات والجهات الحكومية في المملكة، بإشراك طلاب الجامعات في تصميم الخدمات الحكومية وتوفير حلول تسهل رحلة المتعامل وتعزز جودة الحياة. تحفيز الشباب وتبنّي أفكارهم وقال رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز، «إن العلاقات الوطيدة التي تجمع الأردن، والإمارات، على درجة عالية من التميز، وهي أنموذج يُحتذى للعلاقات العربية. ونعتز بالشراكة والتعاون بين قيادتي البلدين الحكيمتين، ونعمل وفق توجيهاتهما المستمرّة بتوطيدهما على مختلف الصُعُد». ولفت إلى أن الحكومة اتخذت خطوات جادّة لتطوير أداء القطاع العام، ورفع كفاءته، وتعزيز مساحة مشاركة الشباب في صنع القرار، والحياة العامّة، وتهيئة البيئة الملائمة للاستفادة من قدراتهم، وإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم. مشيراً إلى أن تمكين الشباب، ودعم إبداعاتهم، وتفعيل دورهم؛ لا سيما طلبة الجامعات، يحظى باهتمام ملكي كبير.وقال إن الحكومة عملت تنفيذاً للرؤية الملكيّة، على إطلاق هذه الجائزة للاستفادة من الطاقات المتميّزة لطلبة الجامعات، وتوظيفها في العمل الحكومي، وتوفير البيئة الملائمة أمام هؤلاء الشباب، وفتح نافذة جديدة لبثّ روح الإبداع في الإدارة الحكوميّة، وإشراك الشباب في تطوير الخدمات الحكومية.وشدد الرزاز، على ضرورة تسهيل القيادات الحكومية، مهمة الطلبة في البحث عن التحديات والحلول، وسماع صوتهم وتقديم جميع سبل الدعم المتاحة لهم. نموذج مشترك للعمل الحكومي وأكّد محمد القرقاوي، أن الشراكة الإماراتية الأردنية في تحديث العمل الحكومي، تعكس توجّهات دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة لاستحداث نموذج عربي مشترك للعمل الحكومي، بما ينعكس بصورة إيجابية وبنّاءة على حياة المجتمعات، ويسهم في الارتقاء بالأداء المؤسسي على كل المستويات.وأضاف «إن قيادتي البلدين رسختا شراكة اقتصادية وسياسية واجتماعية نموذجية بين الشعبين الشقيقين، وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، تتمثل بنقل تجاربنا بشكل كامل وشامل للحكومة الأردنية».وتابع أن «تحفيز الشباب للإسهام في تنمية المجتمع تخلق واقعاً أفضل، وولي عهد الأردن يقود مسيرة تنمية وتحديث متميزة»، مثمناً رعاية الأمير الحسين بن عبدالله، للجائزة، ومؤكداً أن هذه الخطوة ستعطي دفعة قوية للجائزة.وقال: «نسعى لترسيخ علاقة طويلة الأمد مع الأردن، في تطوير العمل الحكومي، ضمن البرنامج الحكومي الهادف إلى تبادل الخبرات والتجارب الناجحة». وأضاف: «شباب المملكة الأردنية أثبتوا قدرات كبيرة في المجال التكنولوجي، والرهان عليهم رهان ناجح. ولدينا في الإمارات تجربة ناجحة في شراكة الحكومة مع الشباب لتطوير العمل الحكومي. واليوم ننقل التجربة لإخوتنا في الأردن». تعزيز دور الشباب في التنمية وقالت الدكتورة تمام منكو، المديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد، إن الجائزة ستسهم في فتح الباب أمام الشباب لعرض إبداعاتهم ودعم القطاع الحكومي، عبر ابتكار تطبيقات تقدم حلولاً رقميّة في جميع القطاعات.وأضافت: إن إطلاق الجائزة ينسجم مع دور مؤسسة ولي العهد في رعاية الشباب وفتح الفرص أمامهم، ليكون دورهم فاعلاً في التنمية والتطوير.وأشار سامي الداود، الأمين العام لرئاسة الوزراء، إلى أهمية توقيع مذكرة تفاهم في تطوير الأداء الحكومي بين البلدين الشقيقين مؤخراً، لتشكّل حاضنة حقيقية لمبادرات هدفها تحقيق نهضة إدارية ونقلة نوعية في الأداء الحكومي.وبيّن أن جائزة ولي العهد، واحدة من أهم المبادرات التي تستثمر في الثروة الطلابية، وأن الحكومة ماضية في تطوير الأداء المؤسسي وتسهيل الإجراءات والارتقاء بالخدمات. شراكة استراتيجية تشمل الشراكة بين الحكومتين الإماراتية والأردنية، أربعة محاور تركز على تبادل المعرفة والاستفادة من الخبرات المتبادلة والأدلة والنماذج التطويرية في العمل الحكومي، وتطبيق أفضل الممارسات في الخدمات الحكومية والخدمات الذكية والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء القيادات والقدرات. ستة قطاعات وأطلقت جائزة ولي العهد، ضمن فعالية أقيمت في مسرح الملك حسين بمجمع الأعمال بالعاصمة الأردنية عمَّان، بمشاركة ممثلين عن 500 جهة حكومية وخاصة، و32 جامعة أردنية حكومية وخاصة، وخبراء في قطاع الخدمات. وتستهدف الجائزة 300 ألف طالب جامعي في الأردن، بإمكانهم التقدم لفئات الجائزة بقطاعاتها الستة: الصحة، والتعليم، والسياحة، وبيئة الأعمال، والنقل، والمياه.وتركز الجائزة في قطاع الصحة على كل جوانب الرعاية الصحية من الوقاية إلى التشخيص والعلاج والخدمات الصحية بشكل عام. كما تشمل إجراءات رحلة المتعامل قبل وصوله إلى المركز الصحي أو المرفق العلاجي والحصول على الرعاية الصحية وحلول التشخيص، بما فيه التشخيص عن بُعد. فضلاً عن إدارة الأمراض المزمنة، ونمط الحياة والتوعية الصحية.وفي التعليم، يشمل تقديم الخدمات التعليمية وإدارة المؤسسات التعليمية بفعالية وكفاءة، وغيرها.وفي السياحة، تغطي الجائزة مجالات تنمية السياحة والسفر كالضيافة والثقافة والفنون الترفيه والتسوق وغيرها.وتركز في قطاع بيئة الأعمال، على التنمية الاقتصادية وتحسين الإجراءات الحكومية للمتعاملين من بداية تأسيس الشركات، والحصول على التصاريح والتوظيف وتشغيل الأعمال التجارية، إضافة إلى الملكية الفكرية.وفي النقل، تشمل كل المجالات التي تُعنى بالنقل والمواصلات، وتركز على المسنين، وذوي الدخل المحدود وأصحاب الهمم، وتشمل المناطق البعيدة والمحافظات وغيرها.وفي قطاع المياه، يشمل المجالات التي تركز على تحسين كفاءة استهلاك الماء والكهرباء، وإعادة التدوير، والتنوع الحيوي والحفاظ على البيئة.وتتألف الجائزة من مراحل عدة، وستعقد ورش تعريفية للطلبة، قبل فتح باب الترشيحات والتسجيل، وتقييم المشاركات، لإعلان أسماء الفائزين في حفل ختامي لتوزيع الجوائز. ثلاثة معايير وطورت معايير الجائزة لفئة طلاب الجامعات في الأردن، بالاستفادة من محاور برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة، الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مارس 2011، تماشياً مع رؤية الإمارات بأن تكون من أفضل الدول في العالم، وبهدف رفع كفاءة الخدمات الحكومية إلى مستوى 7 نجوم، والتركيز على المتعامل وتعزيز الكفاءة الحكومية.وتتبنّى الجائزة ثلاثة معايير أساسية تشمل الكفاءة والفعالية التي تمثل ما نسبته 40% من التقييم، وتقيس مدى فعالية التطبيق في حل تحدٍّ معين تم استكشافه عبر آراء المتعاملين واقتراحاتهم.كما تشمل معيار سهولة الاستخدام، ويمثل 40%، ويقيس الوظائف الأساسية للتطبيق (ممكنات التطبيق) والخيارات التي يوفرها، بما فيها بساطة التصميم وسهولة التصفح والحصول على الخدمة. أما معيار الإبداع ويمثل نسبة 20%، فيقيس الابتكار في تقديم حلول خارجة عن المألوف لتحديات لم يتطرق إليها مسبقاً، بما يسهم بشكل ملحوظ في تحسين طريقة تقديم الخدمة وتجربة المتعاملين، فضلاً عن توفير التطبيق باقات خدمات مترابطة.
مشاركة :