كاتدرائية نوتردام.. قلب باريس وحارسة التاريخ الأوروبي

  • 4/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعرف نوتردام بأنها كاتدرائية أبرشية في العاصمة الفرنسية باريس، وهي إحدى أعظم آثار العصور الوسطى، وأقدم من برج إيفل ومتحف اللوفر وغيرها من المعالم التاريخية في باريس. تقع على الضفة الشرقية من المدينة على نهر السين، متخذة من قلب باريس التاريخي مكاناً لها، ويمثل المبنى تحفة معمارية وفنية نادرة من العهد القوطي الذي امتد من القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، ويعتبر من المعالم التاريخية في فرنسا. بنى الكاتدرائية ملك الفرنجة شيلدبرت الأول في العام 528 ميلادية، وأصبحت الكاتدرائية الرسمية لباريس في القرن العاشر، وعلى مر تاريخها العريق كانت ملهمة لصناع الفكر والفن والسياسة.جاء ذكر الكاتدرائية كمكان رئيسي للأحداث في الرواية الشهيرة للكاتب فيكتور هوجو «أحدب نوتردام». ويعود تاريخ إنشاء المبنى إلى العصور الوسطى، ويعتقد الكثير من الناس أن «نوتردام» تأسست كأول معبد في الجزيرة، وهذا غير صحيح، حيث تعاقبت أربع كنائس على الأقل على موقع جزيرة لاسيتيه، هي كنيسة المسيحيين الأوائل في القرن الرابع للقديس إتيان، ثم كاتدرائية الحقبة الميروفنجية، وكاتدرائية الحقبة الكارولنجية، نهاية بكاتدرائية الحقبة الرومانسكية. استخدم بناة كاتدرائية روتردام بعضاً من الحجارة القديمة التي كانت موجودة، علاوة على أنه وُضعت فيها بعض الآثار التي كانت موجودة في المعابد السابقة. تعتبر «نوتردام»، التي تعود للقرون الوسطى، كنزا للعمارة القوطية الفرنسية، وهي بين أشهر رموز العاصمة الفرنسية، وتستقطب نحو 13 مليون زائر سنوياً. يبلغ عمر الكاتدرائية، التي استغرق بناؤها 182 عاماً، أكثر من 850 سنة، وتتسع لعدد كبير جداً يصل إلى 6 آلاف شخص، وشهدت فرنسا عدداً من أحداثها التاريخية فيها، حيث تم فيها تتويج هنري السادس ملكاً لإنجلترا، واحتفل فيها نابليون الأول بتتويجه إمبراطوراً في العام 1804، وهي مشهورة بنوافذها الزجاجية الضخمة، ونموذجها المعماري الفريد واللافت للنظر، وتضم 10 أجراس كبيرة تعود للعام 1680.لم يكن الحريق الذي نشب في الكاتدرائية قبل يومين هو الحادث الأول من نوعه تاريخياً، إذ إنها تضررت كثيراً على مدار التاريخ، ومنها أعمال الشغب التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى من مجموعات تعتبرها معبدا وثنيا، إضافة إلى عمليات النهب الكبيرة التي تعرضت لها إبان الثورة الفرنسية، وفقدت معها الكاتدرائية الكثير من كنوزها التاريخية التي تم استعادة جزء قليل فقط منها حتى الآن.بعد تخريبها خلال الثورة الفرنسية وتحويلها إلى مستودع، ظن كثيرون من معاصري تلك الحقبة الزمنية أنه سيتم هدم المبنى. وخلال الحرب العالمية الثانية، تعرضت روتردام للكثير من الأضرار التي تضمنت تكسر نوافذها الزجاجية الملونة، حيث أطلقت عليها أعيرة نارية لم يعرف مصدرها حتى الآن. وفي المقابل، شهدت الكاتدرائية عددا من عمليات الترميم والتجديد، كان أهمها في التصميم الفريد أواسط القرن الثالث عشر، عندما تم إعادة تشكيل أجنحتها بشكلها الحالي، وأضيفت إليها البوابة المقوسة في الجناح الشمالي، علاوة على التحديثات التي أجريت عليها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

مشاركة :