السجال السياسي الدائر هذه الأيام في أمريكا بين الرئيس الأمريكي (ترامب) وبعض أعضاء الكونجرس من (الحزب الديمقراطي) حول الموقف من النائبة المسلمة من أصل صومالي (إلهان عمر) التي ورطت نفسها في إعلان موقفها المستخف من هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في نيويورك، ورد عليها الرئيس الأمريكي بتغريده مع عبارة (لن ننسى).. هذا السجال صار يتصاعد أكثر مع اقتراب الحملات الانتخابية للرئاسة عام 2020، وأصبح (الديمقراطيون) يستغلون هذا السجال لتحويل الموضوع إلى صراع سياسي حول الموقف من المسلمين من خلال الموقف المؤيد أو المعارض للنائبة الأمريكية الصومالية (إلهان عمر) التي يدعمها (الحزب الديمقراطي) نكاية بالرئيس الأمريكي ترامب. أفضل تحليل قرأته حول هذا الموضوع هو ما كتبه الأستاذ السعودي (مشاري الزايدي) في الزميلة «الشرق الأوسط» منذ يومين، حين قال: «ما يهمنا نحن هنا في منطقنا العربية وعالمنا المسلم ليس تفاصيل التراشق السياسي الأمريكي الداخلي، بل تحويل لاعبة سياسية كالسيدة (إلهان عمر) إلى ممثلة للدين الإسلامي والمسلمين قاطبة، فيصبح نقدها، بل الهجوم عليها، هجوما على الإسلام نفسه وتحريضا على كرهه، هذا هراء وخطل في العقل.. (إلهان) وأمثالها كائنات سياسية معلنة، ولها مواقف معادية للسعودية ومصر، فهل يعد اختلاف السعوديين والمصريين معها ورفضهم مواقفها تحريضا على كره الدين الإسلامي نفسه؟!». وقد أشار الكاتب إلى اصطفاف النائبة الأمريكية من أصل صومالي (إلهان عمر) إلى جانب اللوبي الإخواني في أمريكا والخط القطري-التركي، واستخدامها ورقة سياسية من داخل الكونجرس الأمريكي ضد السعودية ومصر وبقية الدول المقاطعة لقطر دبلوماسيا. وقد تصاعدت السجالات السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين بعد إعلانها أنها تلقت عددا متزايدا من التهديدات بالقتل بعد تغريدة الرئيس (ترامب)! «إلهان عمر» هي الآن مجرد دمية سياسية يستخدمها (الحزب الديمقراطي) في الانتخابات الرئاسية القادمة 2020، ولكن الموقف منها ليس له علاقة بالموقف من الإسلام أو المسلمين قاطبة.. دمية صنعها الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة للكونجرس.. أيضا نكاية بالرئيس الأمريكي (ترامب) ونكاية بالحزب الجمهوري.. وحين تستخف نائبة أمريكية بهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية فعليها أن تتحمل ردات فعل المواطنين الأمريكان بالسخط عليها، لأنها لم تحترم مشاعرهم وقتلاهم في تلك الهجمات الإرهابية البشعة.
مشاركة :