كثيرة هي الجمعيات الشبابية التطوعية «الفاعلة» في مملكة البحرين، التي تسعى لخدمة الوطن، واستثمار الطاقات الشبابية فيه، لم يجمع هؤلاء سوى حب الوطن، والسعي لخدمته في كل المجالات، والإقتداء بالنموذج الشبابي الوطني في سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة. دائما ما أرصد أنشطة وبرامج ومبادرات الجمعيات الشبابية، ولا أريد أن أعدد وأذكر اسماء تلك الجمعيات، كي لا أنسى أحدًا منها سهوا، وأثق تماما في أن تلك الجمعيات ستشهد حراكا متميزا خلال شهر رمضان الكريم المقبل، عبر برامج متعددة ومتنوعة، هدفها خدمة الوطن، وتعزيز الروح البحرينية الأصيلة، وتقديم الأعمال والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية، لتعكس بذلك صورة حضارية بحرينية، نعتز ونفتخر بها دائما في وطننا العزيز والغالي. مثلا لا حصرا.. ونموذجا واحدا فقط من الجمعيات التطوعية الشبابية البحرينية، هي جمعية «فزعة شباب»، وهي جمعية رسمية ومرخصة، وتضم كوكبة من الشباب البحريني من الجنسين، ولها برامج وأنشطة ومبادرات جميلة، واسم الجمعية بمدلوله «الشعبي» يدل على الانطلاقة الشبابية نحو العمل والتعاون والمساعدة وخدمة الآخرين. في العام الماضي أطلقت جمعية «فزعة شباب» مشروع حملة ((لنزرع البحرين معا))، والجميل في المبادرة أن الفكرة قدمتها شابة بحرينية اسمها المهندسة روان العصفور، تلبية واستجابة لدعوة كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، في جعل البحرين خضراء وأن يكون للشباب مساهمة في ذلك. وقد تبنت جمعية «فزعة شباب» الفكرة، وحولتها إلى حملة وطنية شبابية، لاقت كل الدعم والإشادة من سعادة وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، وتم تنفيذ مجموعة من الأنشطة المجتمعية في الحدائق والسواحل، وتسعى لإنشاء حديقة الورد في مملكة البحرين. لا أريد أن أسرد المزيد من الفعاليات، ولست بصدد الحديث عن كل الأنشطة والبرامج، ولكن أريد أن ألقي الضوء على أهمية احتواء ودعم «المشاريع الشبابية التطوعية الوطنية»، فالشباب البحريني مبدع ونشط، ولديه من الطاقات والكفاءات والأفكار، التي لا تقل شأنا عما نشاهده ونتابعه من حملات تطوعية شبابية في الدول الخليجية والعربية. كثيرا ما نتابع ونشاهد ونقرأ عن مبادرات تطوعية شبابية في خدمة الوطن، في العديد من الدول والمجتمعات، ونتناقل الصور ومقاطع الفيديو لبرامج تلك المبادرات، ونقول حينها بكل إعجاب وتقدير: أين شباب البحرين من هذا المبادرات؟ وللحقيقة فإن شباب البحرين، يقومون بمثل تلك المبادرات الجميلة، وربما أكثر منها، ولكنهم بحاجة للدعم والتسويق الإعلامي الفاعل، وللمشاركة المجتمعية كذلك. وكم أتمنى مخلصا أن تتبنى وزارة شؤون الشباب والرياضة أو وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم تفعيل مشروع «العمل التطوعي الشبابي» في الصيف المقبل، بجانب الأنشطة المعتادة الصيفية. كل الشكر لجمعية «فزعة شباب» وحملة ((لنزرع البحرين معا))، وأرجو أن تستمر الحملة، خاصة ونحن مقبلون على موسم الصيف والعطلة الصيفية، وهي فترة مناسبة لتفعيل الحملة الشبابية التطوعية في الزراعة، وبمشاركة أكبر قدر من الشباب البحريني «كبارا وصغار».
مشاركة :