نشرت الحكومة الأفغانية الثلاثاء، قائمة تضم 250 مندوبا سوف يحضرون اجتماعا مع ممثلي حركة طالبان في وقت لاحق من هذا الأسبوع في العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة غير مسبوقة كانت الحركة المتمرّدة ترفضها على الدوام. ومن المقرر عقد الاجتماع في الفترة من 19 إلى 21 أبريل الجاري، ويعتبر الاجتماع وفقا للمحللين خطوة مهمة لبناء الثقة. وتشمل القائمة أسماء ساسة أفغان بارزين وقادة جهاديين سابقين وممثلين عن المجتمع المدني، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين. وتعدّ هذه أول مرة تقبل فيها حركة طالبان بصورة غير مباشرة لقاء مسؤولين تابعين للحكومة، حيث أعلنت الحركة الأسبوع الماضي أنها سوف تعتبر أي مسؤول حكومي يشارك في اجتماع الدوحة شخصا منفردا يعبّر عن رأي خاص. وبدأت حركة طالبان هجومها السنوي في فصل الربيع الجمعة، ودعت قوات الجيش والشرطة الأفغانيين إلى التخلّي عن الحكومة، في بيان يشير إلى المزيد من العنف قبل أن تُسفر مفاوضات السلام التي ترعاها واشنطن في الدوحة عن أي نتائج حتى الآن. وبعد عدّة جولات من المفاوضات بين الولايات المتحدة وممثلي طالبان في الشهور القليلة الماضية، تبيّن أن أفغانستان ما تزال بعيدة عن تحقيق السلام بعد مرور أكثر من 17 عاما على إزاحة طالبان من السلطة في عام 2001 على يد قوات تقودها الولايات المتحدة. وقال بيان طالبان إن هدف هجوم الربيع سيكون “القضاء على الاحتلال وتطهير بلدنا المسلم من الغزو والفساد وتأسيس نظام إسلامي، والدفاع في الوقت نفسه عن أبناء وطننا المؤمنين وخدمتهم”. وأضاف البيان “على الرغم من تحرير أجزاء كبيرة من بلادنا من العدو فإن قوات الاحتلال الأجنبي لا تزال تمارس نفوذها العسكري والسياسي في بلدنا المسلم”. وإلى جانب طمأنة المدنيين بشأن حمايتهم، دعا البيان قوات الجيش والشرطة، التي تتكبّد الآلاف من الخسائر البشرية شهريا، إلى ترك مواقعهم والانضمام لعمليات طالبان. وقال “جزء رئيسي من عمليات الفتح هو إبعاد مواطنينا عن الخدمة في صفوف الجيش والشرطة والميليشيات واستخدامهم من جانب الغزاة في خدمة أهدافهم”. وصدر البيان قبل أيام من استئناف متوقّع للمحادثات بين المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد ومسؤولي طالبان في الدوحة. وحققت طالبان مكاسب متزايدة في الوقت الذي استمرت فيه الخطوات صوب اتفاق سلام محتمل، حيث تشير التقديرات الأميركية إلى أن قوات الحكومة تسيطر على نصف البلاد تقريبا. وخلال الشهور الماضية، تراجعت الهجمات الكبيرة في المدن مثل كابول، لكنّ قتالا عنيفا دار في الأقاليم. وبلغ عدد القتلى المدنيين 3804 العام الماضي طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة، وهو أعلى رقم تمّ تسجيله.
مشاركة :