يبدأ رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز غداً (الأربعاء) زيارة عمل رسمية إلى روسيا الاتحادية تستمر ثلاثة أيام. ويلتقي الأمير سلطان خلال الزيارة عدداً من كبار المسؤولين الروس، ويزور مقر مؤسسة الفضاء الحكومية الروسية (روسكو سموس)، ومراكز الأبحاث، والشركات الرائدة في الصناعات المرتبطة بالفضاء، ومركز يوري جاجارين لتدريب رواد الفضاء، ومركز التحكم بالبعثات الفضائية. وتأتي زيارة الأمير سلطان بن سلمان إلى روسيا استجابة للدعوة التي تلقاها من المبعوث الخاص للرئيس الروسي في مجالات التعاون الدولي والفضاء المدير العام لمؤسسة الفضاء الحكومية الروسية الدكتور ديمري روقوزين، وانطلاقاً لسلسلة من الزيارات الاستطلاعية للاطلاع على التجارب الدولية الناجحة في مجالات الفضاء وتوطيداً للعلاقات في هذا المجال مع الدول الصديقة. وتكتسب الزيارة أهمية نظراً للعلاقات التاريخية بين البلدين والتكامل الكبير في مجالات الفضاء بينهما والاتفاقات الموقعة لتطوير هذا التعاون التي تحظى باهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتهدف الزيارة بشكل أساس الى بناء علاقة استراتيجية في مجال الفضاء تفعيلاً لبنود الاتفاق الموقع بين البلدين للتعاون في مجال الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية الذي جرى التوقيع عليه خلال زيارة خادم الحرمين إلى موسكو في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) 2017. إلى ذلك، استقبل رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الأمير سلطان بن سلمان اليوم، وفد مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في الإمارات العربية المتحدة، يتقدمهم الأمين العام عبدالله الحميدان. وبحث الأمير سلطان بن سلمان مع الوفد آليات التعاون بين مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة وجمعية الأطفال المعوقين من جهة، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم من جهة أخرى، ورحب بمبادرة مؤسسة زايد، مشيداً بروح التعاون التي لمسها والتي تصب في مصلحة قضية الإعاقة. واسترجع الأمير سلطان بن سلمان خلال استقباله لأعضاء الوفد الدور الرائد للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، مشدداً على إنسانية الشيخ زايد التي أسهمت في حل الكثير من القضايا، مشيراً إلى أنه تطرق لذلك الأمر في كتابه "الخيال الممكن"، وقدم الأمير سلطان بن سلمان خلال اللقاء هدية تذكارية لرئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا الشيخ خالد بن محمد بن زايد، عبارة عن لوحة فنية من تراث جنوب المملكة، فيما قدم الأمين العام لمؤسسة زايد درع المؤسسة للأمير سلطان، مثمناً الحفاوة وكرم الضيافة اللذين حظي بهما الوفد في بلدهم المملكة. وأبدى الأمين العامة للمؤسسة ترحيبه بإطلاق شراكة استراتيجية مع جمعية الأطفال المعوقين بما يحقق أهدافهما المشتركة، خصوصاً على صعيد ترسيخ الوعي المجتمعي بقضية الإعاقة، وحشد الدعم للعمل الخيري. وأكد الحميدان عقب زيارة وفد المؤسسة لمقر الجمعية أمس (الاثنين)، على أن الجمعية تعد نموذجاً للعمل الخيري المؤسسي والمتكامل، الذي يتبنى منهجاً علمياً متخصصاً في التصدي لقضية حيوية، وقال: "الشكر للقائمين على الجمعية والعاملين فيها، وفي مقدمتهم الأمير سلطان بن سلمان، وحقيقة أنا تفاجأت بحجم العمل الموجود داخل مقر الجمعية، وأسرني التوسع الكبير في البرامج المقدمة للأطفال في القسمين التعليمي والطبي، والوتيرة الممتاز التي يقوم عليها العمل". وأضاف: "اطلعنا اليوم على أساليب مميزة في التعاليم وكذلك البرامج العلاجية، وبالنسبة الأمر الإيجابي فهو تواجد الكوادر الوطنية السعودية التي تعمل في هذا الصرح الكبير، وما شدني بصراحة الابتكارات التي يقوم بها المعلمات السعوديات من أجل توصيل المعلومة بشكل سهل وسلس للأطفال، ونتطلع للشراكة مع الجمعية في المجالات كافة، ومن أهمها البرامج التعليمية التي اطلعنا على جزء منها في زيارتنا اليوم، ومنها برنامج الدمج المهم بالنسبة لنا في مؤسسة زايد". يُذكر أن وفد مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم التقى في مستهل زيارته الأمين العام لجمعية الأطفال المعوقين عوض الغامدي، الذي اطلع الوفد على حجم العمل الذي تقوم به الجمعية من أجل التصدي لقضية الإعاقة، والانتشار الكبير لمراكز الجمعية في أنحاء المملكة حتى وصلت إلى 11 مركزاً، قبل أن يقوم الوفد بجولة في أقسام ووحدات مركز الملك فهد لرعاية الأطفال المعوقين في الرياض رافقهم خلالها مدير المركز خالد الفهيد، حيث اطلع على برامج الرعاية العلاجية والتعليمية والتربوية إلى يقدمها المركز للمئات من الأطفال المعوقين يومياً. من جانبها، شددت المديرة العامة التنفيذية مديرة الأبحاث بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الدكتورة علا أبو سكر، على أهمية تبادل الزيارات بين المهتمين في برامج رعاية الأطفال، مؤكدة أن التجهيزات التقنية والبرامج المطبقة التي تزخر بها أقسام الجمعية تؤكد نوعية الأداء في هذا المنشاة، مشيرة إلى أن الجمعية تطبق معايير جودة عالمية توازي ما يقدم في المناهج التعليمية الدولية وهذا أمر محفز للجميع ويعطي انطباع أكثر من ممتاز حول تطوير جميع الجوانب المتعلقة بتحسين بيئة الطفل، معبرة عن فخرها بتواجد هذه الجمعية في المملكة ". وحول التعاون بين مركز الملك سلمان وجمعية الأطفال المعوقين من جهة، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أضافت أبو سكر: "ان التعاون مع مؤسسة زايد سيكون في اتجاهات عدة، ومنها الأبحاث العلمية والتدريب"، مشيرة إلى أن الجمعية والمؤسسة يقدمان منظومة خدمة للأطفال، وهذا بيئة خصبة للأبحاث، وكيفية المقارنة بين البيئتين وتعميمها عالمياً، وتبلورت كثير من الأفكار لدينا بعد هذه الزيارة، خصوصاً التعاون الثلاثي، ومنها التدريب ونشر التوعية وإقامة الملتقيات، واتفقنا على أن مشاركة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في جائزة الملك سلمان العالمية لأبحاث الإعاقة". من جهته، أكد الأمين العام للجمعية عوض الغامدي، أن هذه الزيارة تجسد الترابط بين مؤسسات مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً المملكة والإمارات، وقال: "سعدنا بتواجد الإخوان في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في مقر الجمعية، ونتطلع إلى مزيد من التعاون والتكامل مع هذا الصرح الإنساني الخيري من أجل الوصول إلى التكاملية في الأداء المقدم لهذه الفئة الغالية على قلوب الجميع".
مشاركة :