تتنافس البنوك المركزية في دول العالم المختلفة على شراء الذهب من أجل زيادة احتياطيات المعدن الأصفر، بعد عدة سنوات من الغياب عن أسواقه، حسب تقرير لمجلس الذهب العالمي بعنوان «البنوك المركزية تتحول إلى الذهب»، تم الكشف عنه مؤخراً خلال فعاليات الدورة السنوية الثامنة من مؤتمر دبي للمعادن الثمينة، الذي نظمه مركز دبي للسلع المتعددة، مؤكداً أن البنوك المركزية في العالم من بين أكبر المستثمرين في الذهب حالياً، حيث تمتلك أكثر من 30 ألف طن. وكشف تقرير مجلس الذهب العالمي، ارتفاع احتياطيات البنوك المركزية العالمية من الذهب خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2018، حيث بلغ صافي مشترياتهم خلال تلك الفترة 351.5 طن وبمعدل نمو سنوي بنسبة 17%، وذلك بعد أعلى مستوى للمشتريات الصافية في عام 2015، لافتاً إلى أن زخم الشراء يتزايد أيضاً، حيث بلغ صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب خلال الربع الثالث من عام 2018 بمفرده نحو 148.4 طن، بالمقارنة بـ 121.8 طن في الربع الثالث من 2017 وبزيادة بنسبة 22 % على أساس سنوي. وأظهر التقرير عدداً من المتغيرات في أنماط شراء البنوك المركزية للذهب، ومنها أن عدد التي تدخل إلى أسواق الذهب العالمية يتغير، كما أن هناك عدداً من الدول التي كانت غير نشطة في شراء الذهب في الفترة التي سبقت عام 2018 انضمت إلى قائمة الدول التي تشتري الذهب، ومنها بولندا والمجر والهند، وأوضح التقرير أن البنك المركزي في بولندا عاد إلى تكوين مخصصات من الذهب بعد فترة زمنية طويلة من الغياب كان غرضها التنويع الاقتصادي، ولكن المخاوف بشأن الأوضاع السياسية العالمية وعدم استقرار أوضاع الاقتصاد العالمي، جعلت المركزي البولندي يعيد النظر في قرارة السابق ويعود لاقتناء الذهب، مشيراً إلى أنه من الناحية التاريخية فإن هناك عدداً من الدول التي تشترى الذهب بانتظام مثل روسيا وكازاخستان وتركيا. واستشهد تقرير مجلس الذهب العالمي، الذي أعده ايزشيل كوبك مدير مجلس الذهب العالمي، على زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب مؤخراً، بزيادة صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب خلال الفترة من يناير 2017 وحتى شهر أكتوبر من العام الماضي في دول الاتحاد السوفييتي السابق، ومنها روسيا (صافي مشتريات 450.9 طن)، كازاخستان (83.1 طن)، قرغيزستان (5.5 طن) وطاجيكستان (5.1 طن). وقال التقرير: إنه في قارة آسيا، كانت الهند الأكثر شراءً للذهب (صافي مشتريات 28.7 طن)، منغوليا (13.3 طن) تايلاند والفلبين (1.6 طن)، أما في منطقة الشرق الأوسط فإن صافي مشتريات بنك العراق المركزي من الذهب خلال تلك الفترة بلغ 6.5 طن والأردن (2.2 طن) ومصر (1.9 طن). وبين التقرير أنه في قارة أوروبا كانت مشتريات البنوك المركزية من الذهب بواقع 153.2 طن في تركيا و31.5 طن في المجر و25 طناً في بولندا، في حين أن مشتريات البنوك المركزية في أميركا اللاتينية كانت بواقع 7.1 طن في كولومبيا و5 أطنان في الأرجنتين، مرجعاً اتساع وتنوع قائمة البنوك المركزية التي اشترت الذهب مؤخراً إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من الأسباب لهذه المشتريات، وأهمها أنه من الناحية النمطية فإن أولويات مديري احتياطيات البنوك المركزية عند اتخاذ قرار الاستثمار تتمثل في الأمن والسيولة، وهي عوامل تتوافر في الذهب الذي في نهاية المطاف لطالما مثّل الملاذ الآمن والدعامة الأساسية للاستثمار في احتياطيات البنوك المركزية.