الربيع العربي لم يحل مشكلات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

  • 4/17/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تذكر أحداث الجزائر والسودان في أبريل بـ"الربيع العربي" الذي بدأ عام 2011 على شكل احتجاجات في بعض بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط ضد قادة استبداديين والركود الاقتصادي والبطالة. وقالت صحيفة "كوميرسانت"، إن تطورات الأحداث، تدل على أنه لم يتم خلال ثماني سنوات حل هذه المشكلات في المنطقة. لقد تمكن الحكام العرب، وعلى مدى فترة طويلة من المحافظة على الاستقرار من خلال تقييد الحريات السياسية، مقابل تقديم الدعم الحكومي للمواد الغذائية الأساسية والكهرباء والوقود، والتي كانت تمول في الغالب من عائدات تصدير النفط، ولكنهم اضطروا لاحقا لخفض هذا الدعم، بسبب نمو الدين العام والعجز بالموازنة، وتسبب ذلك بتراجع مستوى المعيشة، وارتفاع معدل بطالة الشباب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، الذي بلغ وفقا لصندوق النقد الدولي 30٪، وهو أعلى معدل في العالم. ويرى البنك الدولي، ضرورة توفير أكثر من 10 ملايين وظيفة سنويا، لكي لا تشهد المنطقة هزات اجتماعية عنيفة لاحقا. بعد "الربيع العربي"، لم يتحسن الوضع المعيشي في البلدان التي عصف بها، وفي بعضها لا تزال الحرب الأهلية مستمرة، كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن. لقد حاول قادة الجزائر والسودان، أن يثبتوا للشعب في البلدين، أنهم البديل الوحيد للفوضى، ولكن المحاولة فشلت. وقالت لينا خطيب، مديرة برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز Chatham House في لندن: "أظهرت احتجاجات الجزائر والسودان أنه على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه سكان ليبيا وسوريا واليمن بعد عام 2011 فإن شعوب المنطقة غير راضية عن الديكتاتورية ولا تزال هذه الشعوب مستعدة للانتفاض، رغم معرفتها العواقب التي قد تترتب على ذلك". وتطرقت الصحيفة، إلى ما حدث في الجزائر من احتجاجات، نتيجة محاولة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة البقاء في الحكم لولاية رئاسية خامسة، واضطراره في المحصلة للاستقالة. وأجبرت المظاهرات في السودان الجيش على اعتقال الرئيس عمر البشير وعزله عن السلطة، وتشكيل مجلس انتقالي عسكري يحكم البلاد خلال العامين المقبلين. وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الوضع الحالي، يختلف عما كان عليه خلال "الربيع العربي"، في أن الغرب لم يعد متحمسا بتاتا للتدخل في ما يجري. وترى الصحيفة، أن السعودية والإمارات، تبذلان الجهود لكي لا تتكرر الانتفاضات لأن ذلك يهدد الاستقرار في المنطقة كلها. وقدمت الدولتان، الدعم المالي الكبير لعبد الفتاح السيسي بعد توليه السلطة في مصر عام 2014 وقبل ذلك بعام، تمكن السيسي بدعم من الشارع، من الإطاحة بحكم "الإخوان المسلمين". حاليا يجري التحضير لاستفتاء شعبي عام في مصر، يسمح للرئيس بالبقاء في الحكم حتى 2034، وفي الأسبوع الماضي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن السيسي خلال استقباله له في البيت الأبيض: "إنه يقوم بعمل رائع جدا". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الباحث والدبلوماسي المصري السابق عز الدين شكري فيشر قوله، إن المشكلة تكمن في مدى رسوخ هذا الاستقرار، عندما تحكم بلدا كبرميل بارود". المصدر: صحيفة كوميرسانت المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

مشاركة :