أحد أعلام الجغرافيا المصريين، عالم دفع حياته ثمنا لأفكاره ونظرياته، بذل جهده لإيصال علمه للبشر كافة ولتوعيتهم وتعزيز الفكر وتنويره، إنه العالم المصري جمال حمدان محمود صالح حمدان، الذي ولد في قرية ناي بمحافظة القليوبية، في 4 فبراير عام 1928.جمال حمدان أحد العلماء العباقرة، الذين دفعوا حياتهم ثمنا لأفكاره ونظرياته، فقد سبقه الكثيرون من أصحاب الفكر المستنير والرؤية التي قد تختلف مع الدول العظمى وسياساتها وبالطبع لن يكون الأخير وسيبقى سبب وفاة هؤلاء المفكرين لغزا غامضا إلا أنه مما لا شك فيه أنهم فقدوا حياتهم من أجل أن يمنحونا الحياة والفكر الواعي.نالت كتاباته ونظرياته قدرا عاليا من الاهتمام، وهذا أقل مما يستحقه، وبذل المهتمون بفكره جهدا في شرح وتوضيح عبقريته الجغرافية، متجاهلين في ذلك ألمع ما في فكر حمدان، وهو قدرته على التفكير الاستراتيجي ورؤيته التي كانت سابقة لعصرها وقدرته على استشراف المستقبل، فبينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده، أدرك ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك في 1968م، وتحقق ما تنبأ به بعد إحدى وعشرين سنة، وتحديدا في عام 1989، حيث وقع الزلزال الذي هز أركان أوروبا الشرقية، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نفسه عام 1991م.كتابه عن اليهود وأكاذيبهم:كان جمال حمدان صاحب السبق في فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد، وأثبت في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد. مؤلفاته: ترك جمال حمدان 29 كتابا و79 بحثا ومقالة، أشهرها كتاب شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان.وفاته:عُثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقا، في 17 أبريل عام 1993 واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متأثرًا بالحروق، ولكن د. يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقًا بالغاز، كما أن الحروق ليست سببًا في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة.اكتشف المقربون من د.حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابة عن اليهودية والصهيونية ويقع في ألف صفحة مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود، ومما يؤكد حتمية قتله ما رواه أشقاؤه عبدالعظيم حمدان وفوزية حمدان أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه راح بلده ولم نعد نعرف له مكانًا، وأمر آخر أن جارة كانت تسكن في البيت الذي يسكن فيه جمال حمدان قالت لنا إن هناك رجلًا وامرأة "خواجات" سكنا في الشقة الموجودة فوق شقته لمدة شهرين ونصف الشهر قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله.
مشاركة :