وسيم السيسي يكشف المسكوت عنه في التاريخ.. ويؤكد: الحب عند قدماء المصريين ضرورة للنجاح

  • 4/17/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تنوعت رسالة كتاب "المسكوت عنه فى التاريخ"، للدكتور وسيم السيسي بين التنوير وإضاءة المساحات المظلمة فى العقل الجمعى، سواء علمية أو دينية أو اجتماعية أو سياسية، باعتبار التاريخ وعاء للتجارب الإنسانية نستفيد من إنجازاته ونتجنب انتكاساته.يغوص الكتاب فى أعماق التاريخ المصرى منذ الفراعنة، فى محاولة للبحث عن الحقيقة والكشف عن أسرارها، ويتناول الكتاب بين موضوعاته "المسكوت عنه في الحب عن قدماء المصريين".فيبدأ السيسي هذا الموضوع متسائلًا: سئل العقاد يومًا، هل الحب أمنية نتمناها، أم مصيبة نحاول أن نتقيها؟، فقال: "هو مصيبة واجبة الإتقاء إذا كانت تحمل به نفسًا، تريدها وهي لا تريدك، ولكنه أمنية وعزيزة المنال، إذا كانت الروحان متجاوبتين، ثق أنهما في سهوة من سهوات العمر والأيام".ويتابع: "سؤالي هو: " كيف كان الحب عند قدماء المصريين"، عرف أجدادنا القدماء الحب بأبعاده الثلاثة: الحب للإله، وهو الإيمان والحب للناس، وهو فعل الخير، والحب للأقربين، وهو المودة ومنه حب أقرب الأقربين وهو الحب نفسه، أما حبهم للإله فيتجلى في صلواتهم مثل: أنت أيها الإله جميل ومتلألئ، الزهور تتفتح لجمالك، والطيور ترفرف لأنها فرحة الكل يحبك لأنك تعطي طعامًا لكل ذي جسد، حتى الدودة والحشرة، والسمكة، لم تنسها برحمتك، ما أعظم أعال يا رب.أما حبهم لبعضهم البعض، فهو ثمرة لحضارة النهر، فقد علمهم النيل الوحدة والتوحد مرتين: المرة الأولى عند الزراعة، والمرة الثانية عن الفيضان، لدرء الخطر، ولعلك سمعت عن فطيرة طهارة القلوب المزينة بالزهور والفواكه، وكيف كانوا يسارعون بها في ثاني يوم بعد شم النسيم، لأي إنسان أو أسرة، بينهما خلاف أو خصام، كما كان كل مصري ومصرية يعرف، أنه بعد أن يخرج إلى النهار أي بعد الموت سيتلو أمام القضاة: لم أقتل، لم أحسد، لم أذكر غيري بسوء، لم أتجسس، لم أشهد بالزور، لم أكره إنسانًا، لم أظلم، لم اشته زوجة جاري، لأم آكل مال اليتيم، لم أسلب حرية أحد، لم أكن سببًا في دموع إنسان، أو شقاء حيوان، أما الحب، أي العشق والهوى، فقد كان موجودًا، كما كان يتميز بصفات قل أن تجدها في حب اليوم، أولى هذه الصفات هي الحضارة".ويكمل: والحضارة رقة جميلة، جعلته يلف الشال حول عنق الغزالة، كما كان يقول لحبيبته: "أريد طفلًا معك لا منك، فأنت الغاية، ولست وسيلة للإنجاب"، وثانية هذه الصفات الشاعرية نجد في بردية بعنوان: "أنا الطائر البري" يقول: أنا الطائر البري حبيبتي، شفتاها برعم لوتس، ونهداها ثمرتا رمان، وعيناها توت أسود، التقطت الطعم ودخلت دون تردد.أما ثالثة هذه الصفات فهو الخيال، ها هو ذا أحد العشاق يقول لمن يحب: "ليت عيني مثل ممفيس العاصمة حتى أراك من كل صوب، وليت قلبي مثل طيبة، حتى أحتضنك من كل جنب، وليتني كنت في خدمتك حتى لا أبتعد عنك خطوة واحدة"، ونجد في بردية أخرى عاشقًا يريد أن يزور من يحب دون أن تكون هناك أبواب مغلقة فيقول: "سأطلب من النجار أن يجعل بابك من خيرزان، كما سأطلب من النجار أن يجعل مزلاج "كالون" بابك من بوص، حتى استطيع أن أراك ليل نهار، كانت الزوجات يسارعن لإرضاء الزوج، وها هي زوجة تخطاب زوجها: لقد تحققت أمنيتي بأن أصبحت زوجتك، فأنا دونك لا أحيا، حين أراك عيناي تلمعان فأنت كحل لعيني، إن لحظات حبك عساها أن تدوم، إياك أن تبتعد عني، إذا شعرت بالظما شفتاي ترويانك، إذا أحسست بالجوع فأنا كل لك".ويكمل: كان الأجداد ينصحون الأبناء بالحذر والتدقيق في اختيار الحبيب فكانوا ينصحون: " إياك والمرأة الغريبة، فهي كالبحر لا تعرف ما تخفيه في أعماقها من أسرار، وإياك والطلاق فهو تصرف الرجل الأحمق".ويتسائل: هل الحب ضرورة؟، هو ضرورة صحية فنسبة الأمراض أقل عن المحبين، وضرورة سيكولوجية للسلام الدخلي عند الإنسان، وضرورة اجتماعية للسلام الإجتماعي، وضرورة جمالية فقد فشلت ثلاث عمليات تجميل في وجة امرأة، واكتشف الجراح "جوهانسون السويدي" أن هذه المرأة تحمل حقدًا وغلًا على الناس".ويؤكد: بل ضرورة للنجاح، نجاح الزوج مع زوجته، والأب مع أولاده، والطبيب مع مرضاه، والعالم مع بحوثه وتجربه، والمدرس مع طلابه، والحاكم مع شعبه، إن أي عمل دون الحب لا ينجح، ها هي كلمات ابن عربي محي الدين المتصوف الأندلي، في كتابه "الفتوحات المكية" : أدين بدين الحب أين توجهت كتائبه، فالحب ديني وإيماني.

مشاركة :