طالبت مجموعة من الباحثين، علماء الأحياء بوقف تجارب تعديل الجينات في البويضات والحيوانات المنوية وحتى الأجنة لدى البشر، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة واختلاط الأنساب. وقال إدوارد لانفير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة سانجاموبيوساينسيز، إن الدعوة إلى الكف عن مثل هذه الأبحاث -وهو أمر نادر في مجال العلوم- مبعثها مخاوف من أن هذه الجهود تجاوزت الحدود الأخلاقية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. وأضاف كبير المشرفين على هذه الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر) العلمية: البشر ليسوا فئرانا أو كائنات تجارب أخرى، وهو أمر لا نسعى إليه، يجب أن يتوقف البحث. وقال إن الشائعات التي تقول بأن معملا أو معامل باتت على وشك إنتاج جنين بشري معدل وراثيا، لا تزال تتردد منذ أشهر. وقال منتقدو الدراسة، إن هذه التجارب قد تستغل في محاولة تعديل الصفات الوراثية للإنسان، وهي تقنيات وعلم يسمى تحسين النسل. وهناك تقنيتان يمكن أن يستعان بهما للتعديل الجيني للأجنة البشرية، تعملان نوعا ما كأداة للبحث والإحلال لتعديل (دي إن إيه) نزولا إلى الحد الأدنى من مكونات المادة الوراثية. وقالت دورية (تكنولوجي ريفيو) إنه يجري التخطيط لإجراء تجارب أو أنها تجرى بالفعل، بالاستعانة بهذه التقنية على البويضات أو الأجنة لدى الإنسان، وذلك لتصحيح تشوهات جينية منها تلك التي تتسبب في مرض التليف الكيسي أو في أحد جينات سرطان الثدي. لكن واضعي الدراسة قالوا إن الأساليب الحالية المبتكرة، يمكن أن تتيح للوالدين ممن يحملون مرضا وراثيا محددا عدم توريث هذا الخلل لأطفالهم، كما أن أسلوب التعديل الجيني يمكن أن يدخل (دي إن إيه) به أخطاء، مما يعني أن الآثار الدقيقة للتحوير الجيني في الأجنة قد يتعذر التعرف عليها إلا بعد الإنجاب، وحتى عندئذ فإن المشاكل المحتملة قد لا تظهر إلا بعد سنوات.
مشاركة :