تركيا تستغل المساجد لبسط النفوذ في بلد الماكينات

  • 4/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الحديث مجددًا عن تنامى النفوذ التركى على المساجد فى ألمانيا، وسيطرة المؤسسات الدينية التركية على الأئمة وعدم وجود استقلالية لهم، بما يسمح بتنفيذ أجندة لا تتوافق مع المجتمع الألماني.وتجدد الجدل حول النفوذ التركي، بمناسبة ظهور دراسة حديثة أعدتها مؤسسة «كونراد أدناور» الألمانية، أشارت فيه إلى أن ٩٠٪ من الأئمة الموجودين بألمانيا وافدون من الخارج، وخاصة من تركيا وشمال أفريقيا وإيران، وأن الاتحاد الإسلامى التركى للشئون الدينية «ديتيب» يوفر وحده نصف الأئمة، البالغ عددهم ٢٥٠٠ إمام مسجد فى مساجده التى يبلغ عددها ألف مسجد.وسبق وأن حذر وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، العام الماضي، من الارتباط التركى بالإسلام فى ألمانيا، مشيرا إلى ضرورة فك الارتباط بين المسلمين فى ألمانيا والكيانات الخارجية، وبالرغم من أن هذه النقطة كانت محل نقاش كبير فى مؤتمر «الإسلام فى ألمانيا» والذى تنظمة وزارة الداخلية، إلا أن الإشكالية لا تزال مستمرة، والحديث عن الدعم التركى لمؤسسات إسلامية أمر أصبح شبه معتاد داخل المجتمع الألماني.وتعددت الشكاوى من عدم وجود قنوات تمويل بديلة لهذه المؤسسات، للتخلى عن الدعم التركي، والذى يستغل كثير من المؤسسات التابعة له فى تبنى أهداف سياسية لصالح النظام التركى وتحديدا الرئيس رجب طيب أردوغان، إضافة إلى شكاوى كثيرة من هذه المؤسسات بعدم وجود تمويل ألمانى فى حال التخلى عن الدعم التركي، بينما تشير الداخلية الألمانية إلى أنه سيتم توفير مصادر للدعم بعيدا عن أنقرة إذا تمت الاستجابة لمطالب فك الانفصال.الغريب فى الأمر، هو استغلال جماعة الإخوان المسلمين للحرية الممنوحة لتشكيل جمعيات أهلية ومؤسسات ثقافية فى ألمانيا لتأسيس كيانات تابعة للتنظيم الدولي، والتمركز فى مدينة كولن لفرض مزيد من الأفكار التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، ورغم متابعة مكتب حماية الدستور «جهاز الاستخبارات الألمانية» لهذه التحركات، إلا أن هناك كثيرا من الجمعيات التى تم تأسيسها وبدأت فى جذب عدد من الأنصار لها واستغلال ذلك فى مناسبات مقبلة.ودعت دراسة مؤسسة «كونراد أدناور»، إلى ضرورة توفير قنوات لتمويل هؤلاء بشكل مناسب من كيانات ألمانية حتى لا يعتمدون على جهات خارجية، إلى جانب ضرورة متابعة مدى اندماجهم فى المجتمع وليس الاكتفاء بمعرفتهم باللغة الألمانية، خاصة وأن بعض الشروط مثل معرفة اللغة تتم بشكل روتيني، ولا تساعد فى عملية الاندماج الحقيقية والانتصار لقيم المجتمع الألمانى بعيدا عن خلفية هؤلاء والجهات الداعمة لهم، إذا كانت هناك رغبة للاهتمام بالإسلام الألماني.وربما المعضلة غير قابلة فى الوقت الحالي، خاصة فى ضوء رغبة الألمان بعدم التصعيد مع أى كيانات إسلامية فى ألمانيا حتى لا تستغلها جماعات متطرفة على أنها حرب ضد الإسلام، وهى ما تدركه أنقرة وتسعى لاستغلاله فى الفترة الحالية بالتزامن مع حملة انتخابية يقودها أردوغان لدعم حزبه فى الانتخابات المقبلة.

مشاركة :