لندن - أفاد باحثون دوليون أن خطرا كبيرا لتعاطي الكحول يمتد حتى بعد توقف الأشخاص عن تناوله. قال علماء من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا أن المشروبات الروحية تستمر في تدمير الدماغ لفترة تصل إلى ستة أسابيع بعد التخلي التام عن تناولها. وقال البروفيسور سانتياغو كانالس، من جامعة برشلونة: "وجدنا أن الخلايا العصبية للمادة البيضاء في المخ تظهر علامات تدهور وانحطاط، بسبب التسمم بالكحول حتى بعد ستة أسابيع من ترك الكحول ". وأوضح الباحثون أنه من المعروف أن معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية تزيد بسبب شرب الحكول بكثافة، لكن لم يكن معروفا ما إذا كانت الخطر يبقى مستمرا بعد التوقف عن تناول الكحول. وللتوصل إلى نتائج الدراسة الجديدة، تابع الباحثون 160 ألف شخص بالغ في منطقة شرق آسيا، و500 ألف رجل وامرأة في الصين، راجعوا عاداتهم اليومية مع شرب الكحول. وبعد 10 سنوات من المتابعة، وجد الباحثون أنه حتى مع شرب مستويات منخفضة تقدر بكوب واحد من الكحول يوميا، أو توقف تناوله، يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية. وأفادت الدراسة أنه كلما ارتفع المقدار زاد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم، مقارنة بمن لا يشربون الكحول مطلقا. وحسب المعهد الوطني الأميركي لتعاطي الكحول والإدمان، فإن الإفراط في شرب الكحول يضر بصحة الإنسان بشدة، وأدى إلى وفاة نحو 3.3 ملايين شخص في الولايات المتحدة عام 2012. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب في 4 بالمائة من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويا، كما يعد إدمان الكحول من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط، التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.
مشاركة :