بدأت السلطات الفرنسية التحقيقات الجنائية لتحديد ملابسات الحريق الذي شبّ في كاتدرائية نوتردام، الإثنين الماضي. وأشار مكتب النائب العامّ الفرنسي إلى أن ممثلي الادعاء لا يستبعدون أي احتمال، إلا أنهم لم يعثروا على دليل حتى الآن يشير إلى وجود شبهة جنائية وراء الحريق، وأن الفرضية المؤقتة الباقية حتى الآن هي أنه كان حادثًا عرضيًّا. واستجوب محققون، أمس الأربعاء «أقل بقليل من 10 شهود»، ومن المقرر استجواب مزيد اليوم الخميس، بالإضافة إلى معاودة الاتصال بعدد ممن تم استجوابهم سلفًا للحصول على أية معلومات إضافية، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية. واندلع حريق هائل في كاتدرائية نوتردام في الجانب الشرقي للعاصمة الفرنسية باريس، مساء الإثنين الماضي، وشوهدت أعمدة الدخان وهي تتصاعد فوق سطح الكاتدرائية التي يعود تاريخها إلى العام 1345م. وأظهرت لقطات حية النيران وهي تلتهم الكاتدرائية التاريخية، بينما عبّر المراقبون عن رعبهم من حجم الدمار الذي تسبب به الحريق. وأتى الحريق الهائل على جزء كبير جدًّا من الكاتدرائية، مُلحِقًا الدمار بالمبنى الشهير؛ حيث سقط سقف الكاتدرائية وبرجها الرئيسي، ووصل حجم الأضرار إلى محو التفاصيل الخارجية للمبنى الصامد منذ قرون. وأصيب قاطنو الضواحي القريبة من الكاتدرائية على نهر السين بالفزع، بعدما شاهدوا ألسنة اللهب وهي تتأجج من نوافذ المبنى الذي يعدّ من أكثر المعالم الأثرية زيارةً في العالم. وأفاد الإعلام الفرنسي بأن الحريق قد يكون ناتجًا عن مشروع ترميم الكاتدرائية الذي كلّف -حتى اندلاع الحريق- أكثر من 6.8 مليون دولار. وحسب الشرطة الفرنسية، فإن الحريق قد اندلع نتيجة خطأ بشري يتصل بأعمال الترميم، وبدأت النيران بالقرب من السقالات القريبة من قمة برج الكاتدرائية الشهير. وبعد نحو نصف الساعة من اندلاع النيران، انزلق البرج الرئيسي المحترق ليسقط على السقف الذي انهار هو الآخر بفعل الضغط والحرارة. وأعرب عديد من دول العالم، بينها المملكة العربية السعودية، عن أسفها الشديد لانهيار الكاتدرائية، معلنة عن تضامنها مع فرنسا. وأعلنت منظمات دولية -في طليعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»- استعدادها لمساعدة فرنسا على إعادة تأهيل تراث كاتدرائية نوتردام الذي لا يقدر بثمن.