المهمة الأصعب على الأزواج الجدد.. تغيير طباع الشريك

  • 4/18/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يطرح بعض الأزواج على أنفسهم العديد من المهام الإضافية في حياتهم الأسرية من بينها تغيير طباع وشخصية الشريك، وقولبته وفق الرغبة والذوق. وتختلف الأهداف من هذه المهمة فهناك من يريد أن يكون المسيطر ويختصر دور الشريك في الطاعة، في حين يرى آخرون أنه لا حلول للتوافق في العلاقة الزوجية من دون بعض التنازلات والتخلي عن طباع معينة لدى أحد الطرفين، ولكن هذه المهمة بدورها قد تقف وراء العديد من المشكلات بين الزوجين وتكون سببا في انتهاء علاقتهما. تؤكد الدراسات الاجتماعية أن بإمكان الشخص أن يتغيّر في أي مرحلة من مراحل العمر، مهما كان هذا التغيّر طفيفا أو كبيرا، ويمكن أن تكون التغيرات نحو الأفضل أكثر عمقا خاصة عندما يقتنع الشخص بها. يقول أستاذ الدراسات الاجتماعية أسامة عبدالسلام، إن الإنسان عندما يصل إلى سن البلوغ والنضوج صعب أن تتغيّر طباعه، بالرغم من إمكانية تأثره بتجارب الحياة التي قد تغيّر نظرته للحياة وبعض مواقفه. ويعتبر أنه يمكن للأزواج تغيير شركائهم للأفضل ولا مجال للشكوى والقول “هذه طباعه تربية أمه، وإذا كانت العلاقات الزوجية تتعرّض لصدمات كثيرة، عندما يكون الزوجان بعيدين عن بعضهما وهما تحت سقف واحد، فإن أمورا كثيرة تظهر بسبب التعايش المشترك؛ أي ظهور العيوب ونقاط الضعف والقوة، وكذلك الصفات الجيدة والسيئة، وهو ما يعني أنه لا بد من محاولات للتقارب تنتج عن الرغبة في النجاح في الحياة الأسرية، ويكون ذلك عبر قبول لكلا الطرفين في التغيّر والتخلّي عن الطباع السيئة لتحقيق الانسجام مع الشريك. ويشير عبدالسلام إلى أن القليل من العناية والإدراك يمكن مساعدة الطرفين في وضع استراتيجيات لرسم معالم التغيرات التي يحتاجانها لاستمرار علاقتهما وضمان الاستقرار للعائلة، وإلا فإن الاستسلام بسهولة لهذه الصدمات يعني عدم القدرة على التفكير من أجل إزالتها، وبالتالي عدم التوصل إلى حلول وسط. وترى خبيرة العلاقات الزوجية والدراسات الاجتماعية ميرفت أبوالنجا، أصعب شيء في العلاقة بين الرجل والمرأة هو محاولة تغيير المرأة، وهذا يعود إلى سبب مهم للغاية؛ أكدته العديد من البحوث العلمية، وهو أنها تنضج عاطفيًّا وفكريًّا بشكل أسرع من الرجل. لذا عندما تصل المرأة إلى سن الخامسة والعشرين، فإن نضوجها يكون متقدمًا على الرجل بعشر سنوات على الأقل. فإذا تزوجت من رجل في سنها، فإنها تكون في العادة متفوقة في درجة التفكير وهنا يكون الرجل بحاجة للتغير لمجاراة هذا النضوج. وتبدو المرأة عصية على التغير؛ لأنه متى وصلت إلى سن النضج فهي تعرف ما تريد وعندما تتزوج تكون على دراية أفضل بمسؤوليات الزواج. لكن الزوج الذي في سنها بحاجة إلى الكثير من الإرشادات؛ لكي ينمو حسه بمسؤولية الزواج ومتطلباته، وهذا لا يمنع أن المرأة تكون لديها قابلية للتغيير الاجتماعي أو تكييف حياتها ونفسها طبقًا للظروف الاجتماعية التي تعيشها، وقد تلتقي برجل يساهم معها في هذا التغيير نحو الأفضل من أجل حياة هانئة، فالتغيير هنا يعتمد على الزوجين ومدى اقتناع أحدهما بالآخر، بحسب الخبيرة. وتؤكد أستاذة الصحة النفسية مروة الطوبجي، أن الشريك يلعب دورا مهما في تعديل عادات وسلوكيات شريكه أكثر من غيره، وهذا يتوقف على مدى قوة العلاقة العاطفية والفكرية بينهما، وهناك عدد من الأمور المهمة التي توكل مهمة تغييرها للزوجة التي تشتكي من عدم التفاهم مع زوجها. وتقول الطوبجي دائمًا أقول للزوجة ادعمي زوجك في مشاريعه ورافقيه بنصحك وشجعيه على السعي وراء أهدافه وكوني رفيقة صالحة له؛ لمواجهة الأيام والمواقف الصعبة التي يواجهها والتي قد تنعكس على حياتكما المشتركة. ويجب على الشريكين تبادل الاحترام وبالتالي لا يجب أن يسخر أحدهما من مقترحات وتوجيهات الآخر وأن يحاول كل منهما تقبّل الآخر كما هو قدر المستطاع. هذا التعامل يخلق الثقة في النفس ويمنح العلاقة طابعا يزيد من الثقة. ويعتقد خبراء في العلاقات أن نضج المرأة العقلي الذي يسبق الرجل يخوّل لها أن تلعب دورا إيجابيا وفعّالا في تسيير العلاقة بينهما، شريطة أن تكون مدركة للحدود الفاصلة بين الرغبة في التغيير نحو الأفضل وبين السعي إلى السيطرة على الحياة الزوجية. وتذكر الطوبجي مقولة “فهم الرجل للحياة من وجهة نظر المرأة تكسبه المزيد من الخبرة عن جوانب جديدة وآراء أخرى لا يفكر فيها باعتباره رجلا”. وتنصح المختصة النفسية الزوج الراغب في تغيير طباع شريكه بأن يكون صادقا معه، سواء أحب ذلك أم لا ليتعلم المصداقية، ومن الممكن يوصل الطرف المعترض عن طبع معيّن عند زوجه أن يتحلّى بالجرأة ليقول لشريكها إن كان هناك شيء بحاجة للتغيير على أن يوصل له فكرة أنه من الطبيعي وجود اختلافات بين الناس، ولكن من الأفضل لهما أن تكون لديهما نفس التوجهات والاهتمامات. ويمكن للحديث إلى الأصدقاء أن تعلم الشخص المزيد من الخبرات والطرق الذكية لتغيير الزوج، ومساعدته ومنحه أرضية صلبة من الصداقة والثقة ليسهل عليه تصويب سلوكياته. وتقول الأخصائية الاجتماعية إيمان الهلباوي، تختلف نظرة الرجل والمرأة لغالبية أمور الحياة المشتركة للأمور، ورغم أن كثيرين لا يوافقون على فكرة أن المرأة تنضج عقليا قبل الرجل، لكن دراسات كثيرة حول حاجة كل جنس للآخر، أقرّت أنه بات معروفا أن المرأة بحاجة لنصائح الرجل والعكس صحيح، ويرجح أنه لأجل ذلك تفضل المرأة الزواج من رجل يكبرها سنًّا، لكي تشعر بنضجه الفكري والعاطفي اللذين يستغرقان وقتًا أطول للتشكّل، وهذه حقيقة وليست مجرد فرضية. وتضيف بعض الرجال يشعرون أنه ليس من الضروري استشارة المرأة أو العمل بنصائحها؛ وفي اعتقادهم أن الرجل يجب أن يكون مستقلًا ولا يلجأ إلى زوجته ولكن الرجل عيق النظر لا يرى مشكلة في ذلك؛ فهو يشارك زوجته في مشاكل الحياة ويستشيرها دائما، ويتبادل معها الحوار الهادف من أجل حياة أفضل.

مشاركة :